وثق مقطع فيديو لحظات حزينة لآخر حديث للصحفي السوداني “محمد شريف” خلال لقاء بفندق السلام بالخرطوم، قبل ساعات معدودة من رحيله الفاجع.
وتحدث “شريف” في لقاء بشأن الترتيب للمولد النبوي الشريف، عن أهمية الاحتفال بمولد المصطفى عليه الصلاة والسلام قائلاً : ” كنت مدعوا قبل ساعات من قبل السفارة الهندية بمناسبة مرور 150 عام على ميلاد “المهاتما غاندي”، فالأولى علينا كمسلمين هو الاحتفاء بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، و ما سنقدر عليه سنعمله من أجل تحقيق الأهداف النبيلة”.
وعن آخر ساعات حياته حكي زميله الإعلامي “مصعب محمود” قائلاً:
لمحته مساء أمس الخميس حوالي الساعة 5 ونصف مساءً بالتلفزيون وانا في طريقي إلى الاستديو لحلقة برنامج فضاءات حرة، َسلمت عليه من على البعد.
وعند الساعة 9 والنصف مساءً التقيت به وهو خارجا من فندق السلام الخرطوم بعد مشاركته بدعوة كريمة من سفارة الهند في فعالية يوم غاندي، فطلبت منه ان يعود معي مجددا، فشكى انه متعب ومرهق ومشواره طويل، ولكن بعد اصراري عليه عاد معي من موقف العربات الخارجي حتي داخل الفندق وكنت امسك بيده ونحن نتبادل اطراف الحديث.
وتحدثنا عن عدة موضوعات وطبعا كالعادة السؤال الدائم اها يا د. محمد العرس متين؟ وكالعادة الإجابة ضاحكا قريبا باذن الله.
وكانت الخلاصة اتفقنا ان نلتقي اليوم الجمعة الساعة 10 ونص صباحا في التلفزيون ليغطي سهرة “سمح السلام” والتي كان من المفترض ان نصورها مع مجموعة من الفنانين تحت قيادة الاستاذ المخرج شكر الله خلف الله.
وقدمت له الدعوة اننا مساء الجمعة سنزور الزميلة الصحفية تفاؤل العامري لنحمد لها السلامة بعد ان تماثلت للشفاء عقب الحريق الذي تعرضت له مؤخرا واخبرني انه لم يكن يعلم بذلك.
ثم دخلنا الى الفندق والتقينا بعدد من رجالات الطرق الصوفية وبعض الزملاء الاعلاميين والصحفيين وهم يرتبون للاحتفال بالمولد النبوي، حتى انه تحدث لهم حول المولد َوقام الزميل عمر حسن حاج الخضر بتسجيل حديثه (مرفق الفيديو ).
وافترقنا الساعة 11 ليلا على امل اللقاء الساعة 10 ونصف صباحا في التلفزيون
لكن ارادة الله كانت اسرع، فقد سقط مغشيا عليه الساعة السابعة صباح اليوم وتم نقله الي مستشفى الروضة بالثورة وعند َوصول اهله به الى المستشفى اخبرهم الطبيب انه توفي قبل لحظات، وكان موعد الدفن الساعة 10 والنصف صباحا بمقابر احمد شرفي حيث موعد لقاءنا بالتلفزيون، انا لله وانا اليه راجعون