أكد دكتور عماد جامع الخبير الاقتصادي، وأستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية، أهمية الاعتماد على موارد حقيقية تعمل على استدامة الاستقرار الاقتصادي في البلاد، مبينا أن إنتظار المنح والقروض لايفيد الاقتصاد لانه يرهن اقتصاد البلاد لمؤسسات التمويل الدولية ويضع الإقتصاد السوداني على المحك. وطالب جامع في تصريح صحفي بضرورة الإعتماد على الموارد الزراعية والحيوانية، التي يمتلك فيها السودان ميزات نسبية لاتتوفر للدول الأخرى، سواء في المحيط العربي او الإفريقي، داعيا الي أهمية إعطاء أولوية للإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وذلك للمساهمة في تعافى الإقتصاد القومي من التشوه الهيكلي الذي يعاني منه. وقال إن السودان يذخر بثروات ضخمة كفيلة باحداث نقلة نوعية في الوضع الاقتصادي مشددا على ضرورة استغلال هذه الموارد الاقتصادية مؤكدا ان الإهتمام بالقطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والثروة الحيوانية سيحقق قفزات في مسيرة الإقتصاد. واقترح جامع أن تخصص الفترة الأولى من عمر الحكومة الانتقالية لدعم الإنتاج الزراعي والحيواني محليا حتى يتم تحقيق فائض في الإنتاج للتصدير لضمان توفير نقد اجنبي يعزز من احتياطات البلاد من العملة الصعبة ويحقق إستقرار في سعر الصرف . ودعا جامع الي أهمية رفع الدعم عن السلع باعتبار ان اي دعم هو نوع في التشوه في هياكل الاقتصاد واضاف ” لذلك علينا إزالة مثل هذه التشوهات حتى يستقيم المسار الإقتصادي” وطالب بضرورة وضع الفئات الفقيرة في الاعتبار في حالة رفع الدعم وذلك من خلال تقديم دعم مباشر لهم يسهم في تخفيف وطأة الظروف الاقتصادية عليهم خاصة وان الدولة من واجبها حماية هذه الشريحة الاجتماعية. وأكد الخبير الاقتصادي أهمية زيادة ميزانيات الصحة والتعليم في موازنة الدولة لارتباطهما الوثيق بالنهضة الاقتصادية مشيرا الي عدد من النماذج الاقتصادية كالاقتصاد الكوري والتركي والماليزي والتي يحظي فيها التعليم وخاصة التعليم الفني والتقني بالنصيب الأكبر من الميزانية مما ساهم في تطور اقتصاديات هذه الدول حتى وصلت إلى ما وصلت اليه. واعاب جامع على النظام السابق تخصيصه اكثر من ٨٠٪ من الميزانية للأمن والدفاع وبالرغم من ذلك لم يستطع البقاء فسقط بسبب تدني وتدهور الوضع الاقتصادي.