في الوقت الذي أعلن فيه رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بأن القوات المسلحة سيطرت علي تمرد هيئة عمليات المخابرات العامة بالخرطوم وعادت الحياة الي طبيعتها، دشن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أفتتاح قاعدة عسكرية في منطقة رأس بناس بمحافظة البحر الأحمر بالقرب من منطقتي حلايب وشلاتين على الحدود السودانية. فهل ستظل حلايب شوكة في قاصرة الوطن بالرغم من ذهاب نظام البشير واركان حربه ؟ وكيف تتعامل حكومة حمدوك مع أطماع الحكومة المصرية في بناء قاعدة عسكرية في الاراضي السودانية ؟ وهل يغض مجلس السيادة النظر عن حلايب في الفترة الانتقالية ويتحرك لتحقيق السلام والاستقرار ومكافحة النظام البائد واستعادة بناء العلاقات الخارجية مع كل الدول ؟ ويأتي أفتتاح قاعدة برنيس في وقت تجري فيه قوى إعلان الحرية والتغيير مناورات لتشكيل المجلس التشريعي وولاة الولايات واعادة تفكيك نظام المؤتمر الوطني والدولة العميقة ومحاربة الفساد. وشهد مراسيم أفتتاح قاعدة برنيس الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى، عرضًا مباشرًا، للتدريب البحرى ضمن المناورة قادر 2020 ، تضمنت عملية إسقاط عناصر القفز الحر لقوات المظلات، استعدادًا لتنفيذ أعمال الملاحة الجوية والوصول لمناطق العمل المخططة. وتعد قاعدة “برنيس” إنجازا جديداً للقوات المصرية وهي جاهزة لكافة المهام التي توكل إليها علي الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي، من نقل وتفريغ الحمولات وإعمال الإسقاط والإمداد ونزول طائرات الجيل الرابع “أف 16” استكمالا لمهام الحماية وتأمين الجزء الجوى أثناء تأدية المهام . وعلي الصعيد الدولي والاقليمي أكد عبدالفتاح السيسي، ونظيره الروسي فيلاديمير بوتين أهمية جهود مصر في مكافحة الإرهاب، حفاظا على أمن وسلامة استقرار منطقة الخليج، وفق بيان للرئاسة المصرية. وتبلغ مساحة قاعدة برنيس حوالي”150 ” ألف فدان وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكري وعدد من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة ، كما تضم القاعدة رصيفاً تجارياً ومحطة إستقبال ركاب وأرصفة متعددة الأغراض وأرصفة لتخزين البضائع العامة وأرصفة وساحات تخزين الحاويات، بالإضافة إلى مطار برنيس الدولي ومحطة لتحلية مياة البحر. وكان الباحث العسكري المصري محمد الكناني،كشف في وقت سابق لقناة (آر تي ) المصرية ان الجيش المصري سيتم أفتتاح قاعدة عسكرية في مثلث حلايب من ضمن (5) قواعد عسكرية جديدة في البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة التحديات والتهديدات المتواجدة حالياً في المنطقة لحماية المصالح الأقتصادية المصرية وتأمين خطوط الملاحة العالمية وحماية أمن الملاحة في شرق وجنوب شرق البحر المتوسط حسب رؤية مصر المستقبلية لسنة 2030 . وفي ذات السياق أعلن المتحدث العسكري المصري العقيد تامر الرفاعي، أن عناصر من الجيشين بالمنطقتين المركزية والجنوبية نفذوا عدداً من الأنشطة القتالية بالتعاون مع كافة الأفرع الرئيسية لعدد من المداهمات للبؤر والأوكار الإرهابية بمناطق شمال سيناء،وإجراءات التأمين على الأنفاق والمعابر، على طول المجرى الملاحي لقناة السويس وساحل البحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة بالتعاون مع القوات الجوية والبحرية. وعلي صعيد متصل أكد الخبير العسكري اللواء عبدالرحمن ارباب أن الحكومة المصرية استخدمت القوة العسكرية المفرطة وأحتلت منطقة حلايب بسبب ضعف حكومة الانقاذ التي كانت تحارب في جبهات عديدة في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وكانت تطالب الحكومة المصرية الخروج من حلايب علي استحياء. وأمن الخبير العسكري ارباب ان حلايب من ناحية القانون الدولي سودانية مئة بالمئة مهما كانت البراهين التي تسوغها الحكومة المصرية، ويحب معالجة النزاع بالتحكيم الدولي ولكن الحكومة المصرية ترفض الاحتكام للقانون الدولي لان حجيتها ودفوعاتها القانونية ضعيفة . وطالب اللواء ارباب حكومة حمدوك ان تطلب من الحكومة المصرية سحب قواتها من منطقة حلايب وشلاتين وفورا تعزيزاً للعلاقات بين البلدين بالحسني او عبر التحكيم الدولي لان حلايب سودانية لتفويت الفرص على الجهات التي تود خلق فتنة بين الخرطوم والقاهرة علما بان السودان يعتبر العمق الاستراتيحي لمصر وان البلدين لهما قواسم مشتركة لابد من مراعاتها وآن الاوان تجري المياه علي الجداول النقية . وكان وزير الخارجية السوداني الاسبق إبراهيم غندور قال ان علاقة السودان مع مصر علاقات أستراتيجية لن نفرط فيها، وستظل حلايب شوكة في خاصرة هذة العلاقات بين الخرطوم والقاهرة ،في أشارة إلي أن سياسة الأمر الواقع لن تجعل الخط الكنتوري صحيحاً وستظل هذه القضية قائمة في مسار العلاقات بين السودانية المصرية . وتقع منطقة مثلث حلايب على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كم2. توجد بها ثلاث بلدات كبرى هي (حلايب وأبو رماد وشلاتين) المنطقة جزء منها تتبع لمصر سياسياً وإدارياً والجزء الثاني يتبع الي السودان بحكم الأمر الواقع وهي محل نزاع أغلبية سكانها من إثنية واحدة من البجا وينتمون لقبائل البشاريين والحمدأواب والعبابدة. وتتميز منطقة حلايب بخصوبة أراضيها التي تعتمد في ريها علي المياه الجوفية ومياه الامطار بجانب الثروة السمكية بالاضافة الي ظهور الذهب والبترول أخيراً وهنالك خمسة قرى في شلاتين هي ( قرية أبو رماد ، قرية راس الحداربة وقرية مرسي حميرة وقرية أبرق) . وشرعت الحكومة المصرية في تحويل حلايب إلي مدينة مصرية في عام 2014 وضمت قريتي (أبو رماد ورأس حدربة)، لها وخصصت مبالغ مالية لتنمية المنطقة ،منها مشروع تحلية مياه البحر الأحمر بالطاقة الشمسية ،وايضاً طرحت مزايدة عالمية للتنقيب عن النفط والغاز في 10 قطاعات بالبحر الاحمر من ضمنها مثلث حلايب.