مقرر لجنة الوساطة الجنوبية “ضيو مطوك ” في حوار مع (المجرة): “عبدالواحد محمد نور” لم يرفض التفاوض ولكن..!!
مقرر لجنة الوساطة الجنوبية “ضيو مطوك ” في حوار مع (المجرة): “عبدالواحد محمد نور” لم يرفض التفاوض ولكن..!!
الخرطوم- فائز عبدالله
الحلو اختلف مع الحكومة في هذه البنود(…) وقدم مقترحاً من ثماني نقاط
ملف الترتيبات الأمنية ليس معقداً
عودة مشار للقصر خطوة صحيحة
الحلو اقترح منحه تقرير المصير كبديل للعلمانية
الجنوب نجح في ما فشل فيه “الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا”
الجنوب أحدث اختراقاً كبيراً في أصعب الملفات في ستة أشهر
قطع مقرر رئيس لجنة الوساطة ضيو مطوك في دولة جنوب السودان بأن الأسباب الرئيسية في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل تتمثل في السلطة وتقسيم الثروة وملف الترتيبات الأمنية، وقال في حوار لـ(الحراك السياسي) إن موقف “الحلو” و”عبدالواحد محمد نور” لم يكن بشأن رفض التفاوض مع الحكومة السودانية أو النقاط الخلافية، وإنما رفض المشاركة في جولات المفاوضات عبر “الفيديو كونفرنس”. وزا د أن هنالك مجهودات واتصالات تمت بين الوساطة ومناوي ورئيس الجبهة الثورية الحلو لحسم ملف السلطة والثروة والترتيبات الأمنية. وأكد أن الإيقاد ساهمت بصورة كبيرة في دفع التفاوض والتأثير على الرافضين للتفاوض، وأضاف أن “عبد الواحد محمد نور” لم يرفض الاتفاق ولكنه يرى أن الملفات الرئيسية المتعلقة بالمفاوضات يجب حسمها. وطالب قيادات الجبهة الثورية بضرورة إكمال ما تبقى من جولات المفاوضات، وأشار إلى أن الاجتماع الذي تم في جوبا بقيادات الجبهة الثورية توصلوا الأطراف إلى وضع مصفوفة زمنية تساهم في تقصير الفترة الزمنية للتفاوضز ونفى أن يكون موقف مناوي سبباً رئيسياً في تأجيل التفاوض.
هنالك ضعف من الوساطة في حسم النقاط الخلافية أدى إلى رفض كل من “الحلو” و”عبد الواح محمد نور” للتوقيع؟
أولاً الوساطة لعبت دوراً رئيسياً في حسم النقاط الخلافية بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة ووضعت حلولاً لجميع القضايا المعقدة التي لم تفلح فيها المنابر الأخرى، مثل دول الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا. وعندما أعلن الرئيس “سلفاكيرميارديت” رعايته للمفاوضات وبذلت الوساطة والمسؤولون في حكومة الجنوب مجهودات في تقارب وجهات النظر التي فشلت فيها بعض الدول في جولات التفاوض، فبدأت بالملفات الخلافية أولاً ثم تقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة ـ حركات الكفاح المسلح والشق المدني والعسكري. نعم جنوب السودان هي عضو في الاتحاد الأفريقي لكن علاقة الشعب الواحد في الشمال والجنوب، أحدثت تقارباً مبدئياً خلاف المقترحات التي قدمتها “إثيوبيا أو الاتحاد الإفريقي.
هل مساهمتكم اقتصرت على التأثير في الحركات المسلحة فقط بالجلوس في منبر المفاوضات؟
كان علينا إحداث اختراق، وعليه حتم الأمر أن نبدأ بالحوار مع حركات الكفاح ثم نقل رؤيتها للطرف الآخر، ثم تقريب وجهات النظر التي تكللت بتوقيع اتفاق جوبا.
ما الجديد فيما يخص مسار التفاوض مع حركتي ـ الحلو ونور؟
هنالك اختراق واضح في الملف الآن، وعلينا أن لا نستعجل الأمر، نعم نعمل على الإسراع في إكمال ملف السلام لكن التفاوض يجب أن يسبقه اتفاق مبدئي، وهذا ما يجري منذ تقديم دعوة رسمية من قبل رئيس الجمهورية “سلفاكير” لقادة الحركتين مهدت لوصول “الحلو ونور” إلى جوبا، وهذه الدعوة مستمرة حتى تتكلل المفاوضات بتوقيع السلام الشامل. وكذلك دعوة وجهها للحكومة السودانية لبدء المفاوضات في جوبا ونعتبر أن الجنوب دولة تجمعها مع السودان الكثير من المسائل المشتركة في الأمن والاستقرار، ونعتبر أن الاستقرار في السودان هو استقرار لجنوب السودان أيضاً ومجهودات الجنوب لم تقتصر على الحركات فقط، إنما هنالك تنسيق تم بين الحكومة في جوبا وطرفي المفاوضات في السودان. وأفتكر الرابط بين السودان وجنوب السودان في التعاون في معالجة الخلافات السياسية والاقتصادية بين الدولتين، وهنالك منافع عديدة في جميع المجالات بجانب التدخلات الحدودية في أطول حدود في أفريقيا، وعقب سقوط نظام البشير حدثت تفاهمات كثيرة بين قادة الدولتين.
حدثنا عن ملامح رؤيتكم لتجاوز الملفات الخلافية التي كادت أن تعصف بآمال السلام الشامل؟
دائماً هنالك عقبات في “أي محادثات للسلام” وهنا يظهر دور الوسيط الحقيقي في معالجة هذه العقبات وإزالتها ونعتقد أن جنوب السودان أقرب دولة من خلافات وقضايا السودان، والعكس أيضاً صحيح. نحن جزء من السودان الكبير وسياسات النظام السابق فرقت أبناء العمومة، وهذا الإرث الموجود بين الشعبين سيسهم في تذليل كافة العقبات في طريق الدولتين تأصيلاً لمبدأ التكامل والمنافع المشتركة، وكما قلت سابقاً الاستقرار الداخلي للطرفين يؤثر إيجاباً على كليهما.
هل نعتبر أن الجنوب أحدث اخترقاً فيما فشل الاتحاد الافريقي ودولة إثيوبيا؟
هناك جهود مقدرة للاتحاد الإفريقي منذ ثمانية أعوام لكنها لم تُكلل بالنجاح ولم تُحدث اختراقاً حقيقياً، أما دولة إثيوبيا لم تستطع أن تفهم جذور الأزمة لذلك كان من الصعب أن تُقدم مقترحات وسيطة يُكون التفاهم حولها، لكن في جوبا دار حوار لـ(ستة أشهر) فقط توصلت فيه الأطراف الموقعة على إعلان جوبا لاتفاق مُرضي، لجهة أن الوساطة كانت على قُرب من جذور الأزمة فبدأت أولاً بمخاطبتها، ويجب أن نذكر هنا دور الحكومة بقيادة رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك وأعضاء وفد التفاوض الحكومي من العسكريين والمدنيين. وخلال هذه الفترة الوجيزة تمكن جميع الأطراف للوصول إلى تفاهم حول أصعب الملفات “ملف العدالة الانتقالية والترتيبات الأمنية وملف الأراضي والحواكير وملف النازحين واللاجئين وهذه كانت من أصعب الملفات للوساطة”.
مايزال ملف الترتيبات الأمنية يشكل أحد التحديات أمام الأطراف؟
ملف الترتيبات الأمنية ليس معقداً والخطوة التي تمت أخيراً هي خطوة إجرائية بعد انتشار جائحة كورونا الوفد السوداني رجع للخرطوم، عقب استشهاد وزير الدفاع جمال عمر رجعوا وبعد ذلك حدثت كورونا وأغلقت كل الدول حدودها.
هل ظل الملف عالقاً بعد رجوع الوفد للخرطوم؟
الوساطة كانت في ذلك الوقت ابتكرت وسيلة جديدة لمواصلة الحوار عبر الدائرة التلفزيونية، لكن حركة واحدة من الحركات اعترضت على هذا العمل والحوار المتعلق بالترتيبات الأمنية، لذلك تأخر الأطراف لوصول إلى اتفاق بينها والحكومة السودانية.
ما السبب الرئيس في تعطيل التفاوض؟
أخرت وسيلة التفاوض بتقنية “الفيديو كونفرنس” بسبب كورونا مسار التفاوض وذلك برفض فصائل ـ تحرير السودان والحركة الشعبية شمال، وجيش تحرير السودان” لإدارة الحوار عبر الوسيلة وتمسكهم بالحوار المباشر.
متى تستأنف الترتيبات الأمنية؟
بدأت بعد عودة الوفد الآن إلى جوبا باستئناف جلسات راتبة لملف الترتيبات الأمنية، ضمت الوفود للممثلين الثلاثة، وهذا ما أوصل حركات الكفاح لمرحلة الدمج بالقوات النظامية.
كيف تنظر الوساطة لموقف “عبدالعزيز الحلو” و”عبدالوحد محمد نور”؟
ليس هنالك موقف لـ”عبدالواحد محمد نور” هو اعترض فقط على الحوار عبر “الفيديو كونفرنس” أثناء فترة جائحة “كورونا”، الوساطة عالجت هذا الإشكال بحيث يعود وفد الترتيبات الأمنية السوداني لجوبا لمعالجة الملف. أما بالنسبة لـ”الحلو” هي مسألة تتعلق بالمواقف التفاوضية وهو طرح مقترح اسمه إعلان المبادئ يتكون من “ثمانية” بنود، وتوصل مع الحكومة في اتفاق على ستة بنود وتبقت بندان البند الخاص بعلمانية الدولة أو علاقة الدين بالدولة وتقرير المصير كبديل للعلمانية. والحلو كطرف في التفاوض له الحق في طرح جميع القضايا التي يراها بطاولة التفاوض مع الحكومة. أما موقفنا فنحن ندفع الأطراف للاستمرار في التفاوض خاصة في بعض الملفات التي لم تفتح الآن مثل وقف العدائيات والملف الإنساني، لكن نؤكد أن هنالك اختراقاً كبيراً يتم حول ملف التفاوض مع الحلو وعبد الواحد نور سيكلل بلقاء وفدي التفاوض والوساطة.
متى سيصبح الاتفاق واقعاً على الأرض وهل سيلتحق من تم ترشيحهم بالحكومة والبرلمان مباشرة، أم أنه سيتم تأجيل الخطوة إلى حين الفراغ من الاتفاق النهائي؟
ماذا عن استكمال مصفوفة الاتفاق؟
الاتفاق سيحسم خلال الأسابيع المقبلة ومسألة تعيين الولاة وتكوين المجلس التشريعي، تدور حوله الآن تفاهمات أوشكت على الفراغ لإعلانها، فالاتفاق تضمن كيفية مشاركة الحركات في هياكل الحكم، وفي تقديري استكمال ملف السلام أحدث نوعاً من البطء في إنفاذ المصفوفة.
كيف سيتم التعامل مع من سيلحقون بالاتفاق من عناصر الحركات؟
الوساطة ستساهم في عملية السلام بكامل جوانبه وهنالك اتصالات ودعوات لجميع الحركات والآن منبر جوبا يضم عدداً كبيراً من حملة السلاح، وطرحوا قضاياهم لحل الخلافات وتعمل الوساطة على التواصل مع جميع الحركات التي لم تلتحق بالسلام أو المفاوضات، وتمثيلها في هذه الهياكل عقب الوصول إلى اتفاق خاص بالملفات المطروحة.
أين الإيقاد من هذه المفاوضات؟
الإيقاد موجودة وعقدت جلسة قبل تأجيل التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى، وهنالك مناديب للإيقاد في جوبا تتابع ملف الترتيبات الأمنية بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة.
ماذا حدث في الملفات العالقة بين الخرطوم وجوبا؟
هذه الملفات والقضايا مهمة جداً كما ذكرت لك في البداية أن هنالك الكثير من الروابط والمصالح التي تربط السودان وجنوب السودان، وأتمنى أن تتحرك هذه الملفات والحكومة السابقة شهدنا منها تعنتاً وكان النظام السابق مصراً على السير في اتجاه خاطئ نسبة ً لغبن انفصال جنوب السودان، وعلينا جميعاً الآن تخطي العقبات السابقة ونقبل بالأمر الواقع “أصبحنا دولتين” ولابد أن نتعايش معاً ونفتح الحدود والتجارة مع بعضنا البعض، وهذا ما تسير فيه الحكومتان ونرى تفهماً كبيراً لدولة رئيس الوزراء عبدالله جمدوك اتجاه الجنوب، وأيضاً المجلس السيادي ونرى هنالك إقبال كبير لتطبيع العلاقات مع الجنوب، والجنوب كدولة مقبل على هذا الاتجاه وستتعالج هذه الملفات في أقرب فرصة ممكنة .
من جانب آخر يقود السودان وساطة للتسوية السياسية بينكم في الحكومة والفرقاء بشكل شامل بعد دخول مشار وبعض الفرقاء القصر الرئاسي ما الجديد في ذلك؟
عودة د. رياك مشار للقصر هي خطوة صحيحة والحرب لا تُصلح الدول بل تُعطل تنميتها، الإصلاح في السلام والاستقرار والأمن.
فالحرب التي دارت بالجنوب خلال الخمس سنوات الماضية، أوضحت للناس هناك حتمية الوصول إلى سلام شامل، تقديماً لمصلحة الوطن والمواطن، والسودان لعب دوراً مقدراً وبذل جهوداً كبيرة أدت إلى اتفاق سلام بين المعارضة والحكومة ونعتبر أن هذا الاتفاق مدخلاً للإصلاح والعمل على التنمية والإعمار.
كيف تمضي الحكومة في جنوب السودان بعد التدابير السياسية الأخيرة وماذا بشأن جبهات القتال التي تفتح بين الحين والآخر؟
هنالك مصفوفة زمنية وتعمل عليها الأطراف في الجنوب التي وضعتها الإيقاد، والآن تم تعيين حاكم الولايات من الحكومة والحركات المسلحة في ولايات الجنوب، هذه الجبهات التي تعمل على إثارة الحرب مرة أخرى لم تتأثر اتفاقية السلام بها وهنالك مجهودات ومعالجات قام بها الرئيس “سلفاكير” بشأن القتال وسيتم الإعلان عنها قريباً. ولمشار دور كبير في الوصول إلى تفاهمات من شأنها أن تنهي هذه الحالة.
استغلال البترول بالشكل المطلوب تواجهه تعقيدات هل من تدابير جديدة؟
هنالك شركات تعمل في فتح الآبار التي أغلقت أثناء الحرب بجانب اكتشافات جديدة الآن تتوجه الدولة إلى توظيف البترول والزراعة والحقول البترولية تعمل في الضخ ولا توجد مشاكل، وقريباً سيتم توصيل خطوط جديدة في عدد من الحقول المكتشفة، وهذا سيساهم في اقتصاد الدولة بصورة كبيرة. وهنالك توقف لبعض الآبار بسبب الصيانة والتدمير الذي حدث ولكن أعتقد أن الوضع الآن جيد بالنسبة للجنوب، وتعافى الاقتصاد تدريجياً بسبب الظروف التي مر بها الجنوب منذ خمس سنوات .