
#صالون الريس
الحرب النفسية
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… انتهز هذه الفرصة لأهنئ فيها الأمة الإسلامية والسودانية بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات… في خضم الحرب التي يشهدها السودان، تلجأ مليشيا الدعم السريع المتمردة الارهابيةإلى استخدام الأدوات الإعلامية كأحد أسلحتها الفتاكة، بهدف بث الرعب بين المواطنين وهز ثقتهم في قواتهم المسلحة. يعتمد هذا المخطط الخبيث على ترويج الشائعات، ونشر المعلومات المضللة، وإثارة الفتن بين القوات المساندة للجيش، في محاولة واضحة لضرب وحدة الصف الوطني وتفكيك التحالفات التي تعزز موقف القوات المسلحة.
لا تقتصر أساليب المليشيا على الحرب الميدانية فقط، بل تعتمد بشكل كبير على الحرب النفسية كوسيلة فعالة لإضعاف خصومها. تتجسد هذه الحرب في نشر الخوف عبر تهويل الأوضاع الميدانية، وبث أخبار زائفة عن سقوط المدن، واختلاق انتهاكات تهدف إلى إرعاب المدنيين وزرع الشك بين القوات المسلحة والقوات المساندة لها والشعب السوداني . كما تستخدم المليشيا وسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم خسائر الجيش، وتصوير نفسها كقوة لا تُقهر، مما يؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية للجنود والمواطنين.
تعتمد المليشيات على وسائل الإعلام التابعة لها، وأبواقها الإعلامية من الناشطين إلى جانب الحملات الإلكترونية المكثفة، للترويج لروايات مغلوطة تصور الجيش السوداني في موقف الضعف، وتصنع مشاهد كاذبة عن انتصارات مزعومة، وذلك بهدف إشاعة الفوضى وبث الإحباط بين المواطنين. كما تستهدف هذه الحملات ضرب العلاقة بين الجيش والقوات المساندة له، عبر نشر الفتن وزرع الشكوك حول تماسك التحالف الوطني.
ومن أخطر تكتيكات المليشيا هو العمل على تفكيك التحالفات التي تشكلت لدعم الجيش السوداني، من خلال استهداف مكونات هذه التحالفات بمعلومات مضللة تثير الريبة وتخلق انقسامات داخلية. وتدرك المليشيا أن بقاء هذه القوى موحدة يجعل من المستحيل تحقيق أهدافها، ولذلك تسعى جاهدة لضرب هذا التماسك بأي وسيلة ممكنة.
*اذن كيف نتصدي للحرب النفسية؟*
لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها المليشيا، لا بد من تبني استراتيجيات مضادة تعتمد على:
1. التوعية الإعلامية: نشر حقائق دقيقة عبر مصادر رسمية موثوقة، ودحض الشائعات فور ظهورها.
2. تعزيز الروح المعنوية: التركيز على الانتصارات الحقيقية، وتسليط الضوء على التماسك الوطني بين الجيش والقوات المساندة.
3. تفعيل الإعلام الوطني: دعم القنوات الوطنية والإعلام الرقمي لنقل الصورة الحقيقية للوضع الميداني.
4. التواصل المباشر مع المواطنين: من خلال منصات رسمية تبقيهم على اطلاع دائم بالمستجدات، لمنع تسلل الإشاعات.
5. توعية أفراد القوات المسلحة: بتنظيم برامج تثقيفية لمواجهة أساليب الحرب النفسية وتعزيز ثقتهم بقيادتهم.
*”تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً، وإذا افترقن تكسرت آحادا”*
تحمل هذه الحكمة العربية القديمة دلالة عميقة تعكس واقع الصراع الدائر اليوم في السودان. فالاتحاد بين الجيش والقوات المساندة له يمثل الحصن المنيع أمام مخططات المليشيا، بينما الانقسام والتفكك يسهل عليها الانقضاض على كل طرف على حدة. ولذلك، فإن السبيل الوحيد لإفشال هذه المؤامرات هو التمسك بالوحدة الوطنية، وتعزيز الثقة المتبادلة بين القوى الوطنية المساندة للجيش.
إن التصدي لهذا المخطط الإعلامي الموجه يتطلب وعياً إعلامياً متقدماً من قبل المواطنين والقوات المسلحة والقوات المساندة لها. يجب التحقق من الأخبار من مصادرها الرسمية، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تروجها المليشيا، والعمل على كشف زيف هذه الادعاءات عبر وسائل إعلام وطنية موثوقة.
وأقول ختامًا إن معركة السودان اليوم ليست فقط عسكرية، بل هي أيضاً معركة إعلامية ونفسية تهدف إلى ضرب الروح المعنوية وإضعاف التحالفات الوطنية. وعي الشعب السوداني والتفافه حول قواته المسلحة، إلى جانب التماسك بين الجيش والقوات المساندة، سيبقى السد المنيع أمام هذه المؤامرات، ليظل السودان شامخًا وقويًا في وجه الأعداء.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان