الجموعية مقبرة الجنجويد وسودانيّو القاهرة يرفعون شارات النصر
بقلم/محمدعكاشة
الجَموعية أقوامٌ تساكنت علي ضفاف النيل شرقهِ وغربهِ امتدادٌ يشملُ ام درمان وأريافها جنوباً وشمالاً حتى صارت أكثر المجموعات أصالةً فى البقعة ومن أقدمِ قاطنيها و بحسبانهم فرعاً لقبيلة الجعليين فهم يمثلون امتداداً طبيعيّا للشمال وكيانهِ الذى يضمُ اجناساً مختلفين من ابناء عمومتهم الشوايقة والرباطاب وبعض القبائل ضمن المجموعة النوبية وغيرهم.
الجموعية قومٌ ذوو بأسٍ ورجالهم فرسانٌ مغاويرُ حفيظّون على تراثهم ومنظومة القيم والعادات والتقاليد بصورةٍ محكمة وهم على ارتباط وثيق بالارض زراعة وفلاحة ومرعى و تأخذُ عندهم معني حياتهم ووجودهم الذى تقادم لمئات السنوات ولقبيلهم اسهامات مشهودة فى حركة النضال والتحررالوطنى وكفاحات الثورة المهدية.
منطقة الجموعية نالت من غدارةِ المرتزقة الجنجويد هجمةً بائسة تصدي لها فرسانها شيباً وشباباً ذوداً عن الأرض والعرض يستشهدُ المئات في ملحمةٍ تاريخية.
الجموعية يفتدون أهل السودان يبطشون بمليشيا الجنجويد يقطعون دابرهم يضربونَ مثلاً في البسالة والشجاعة والكرم وحالهم لسانُ شاعرهم الفذّ محمد علي ابوقطاطي:
الفينا مشهودة عارفانا المكارم
انحنا بنقودا
والحارة بنخوضا
الزول بفتخر يباهي بالعندو
نحن اسياد شهامة والكرم جندو
ما في وسطنا واحداً ما انكرب زندو
البعجز يقع بيناتنا بنسندو
الحارة بنخوضا
ركابين عليهو الناصع أب غرة
نتباشر وقت نلقى الكلام حرة
ما بنفذ يمين إن متنا فد مرة
ثم..
مع تباشير ملحمة الجموعية قام السودانيون في محافظات مصر برفع شارات النصر إيذاناً بانطلاقة قوافل العودة الطوعية إلي الخرطوم بعد دحر مليشيا الجنجويد الغاشمة.
سعادة عماد عدوي سفير السُودان في القاهرة يحضُ علي العودة يؤكدُ أن مرحلة البناء هي أعظمُ وأصعبُ تستلزم تضافر جهود أبناء وبنات الوطن لإعادة التعمير وبناء ما قامَ بتدميره متمردي الدعم السريع الأوباش الدهماء.
الفريق عدوي من بيت السودان يستبقُ بدعم برنامج العودة بتنسيق عدد من البصات لعودة طوعيةٍ آمنة وهو يثني علي مصر حكومة وشعباً لما بذلته من جهدٍ تستقبلُ أهل السودان سنتي الحرب.
لكن يجب توجيه السفارة والقنصلية في اسوان والسُلطات السودانية في المعابر متابعة مسألة العودة الطوعية عن طرق الجيش المصري للذين وفدوا عن طريق التهريب لأنه قد تأكدت حالة زحام شديدة عبربرنامج كتيبة الجيش ومايحدث من تكدس الباصات والأسر الأمر الذي قد يتطلب من السفارةاستخراج وثائق سفر اضطرارية عاجلة للعائدين ممن دخل تهريب حتي يتسني لهم الخروج عبر أرقين بما يخفف الضغط علي المعبر الأول.
من جهةٍ ثانية أكد السفير عدوي علي اهمية العمل علي تذليل الصعوبات التي تواجه أفراد الجالية السودانية من قُدامي المقيمين بمحافظات مصر من خلال تفعيل مجلس الجالية وروابطها والعمل علي الدفع بها نحو وجود إيجابي وفاعل لمصلحة البلدين الشقيقين ومن ثم إعطاء بيت السُودان أدوار أكثرُ فعالية ثقافياً واجتماعياً حيثُ يتولي مولانا السيد عبدالله المحجوب الميرغني رعاية تنسيق وتوفيق أوضاع الجالية بما يخدم مصلحة الجميع.