تشغيل مطاحن الابيض الحلم المنتظر والتنمية المستدامة
الزين كندوة
حسنا فعلت حكومة ولاية شمال كردفان، عندما اجتهدت في تشغيل مطاحن الابيض الحديثة ، من اجل توطين صناعة دقيق القمح وتوفير الردة بالولاية ، ولو بنسبة نسبية تساهم في سد الفجوة من الدقيق المدعوم لتغطية حوجة السكان في توفير الخبز ومدخلات الاعلاف بحواضر وقري شمال كردفان..
ولعل الناظر لتشغيل هذه المطاحن يجب ان ينظر الي عملية انتاج دقيق القمح من عدة زوايا سوف تضع الولاية في وضع زراعي(بشقيه) و اقتصادي متميز جدا..
واول مكسب في هذا المنحي هو توفير القمح من المخزون الاستراتيجي ، وهو حق طبيعي لاهل الولاية ومسئولية الحكومة الاتحادية اتجاه مواطنيها بهذا تتحقق معادلة ( التعامل بالندية دون الاحساس بالدونية المدمرة )..
ثانيا: السعي الجاد لانجاح التجارب الحديثة بمشروع نادك الزراعي الذي اسسه والي شمال كردفان الاسبق مولانا احمد محمد هارون في توطين زراعة وانتاج القمح بمحلية جبرة الشيخ الذي يجب المحافظة عليه ، مع ضرورة ادخال مناطق جديدة مثل مناطق الخيران بمحلية بارا ، وكل اراضي محلية ام دم حاج احمد المؤكد انها صالحة جدا لانتاج القمح حسب المناخ ، واظن الطاقة الانتاجية القصوي لمطاحن الابيض الحديثة في انتاج الدقيق التي قد تتجاوز (١٢٠) طن دقيق في اليوم، تلزمنا بالانتاج الداخلي ، لان الاعتماد المستمر على المخزون الاستراتيجي في توفير القمح فيه عناء وتكلفة اضافية ، صحيح هو حق طبيعي ولم تتاثر به حصة الولاية في توفير الدقيق المدعوم من وزارة التجارية ، ولكن الافضل انتاجه محليا بما ان اراضينا تنتجه بافضل المواصفات العالمية حسب تقارير مشروع نادك السعودي ، ولتمزيق فاتورة الترحيل وفواتير اخري قد تكون مرئية او غير مرئية.
ثالثا: انتاج الردة لصناعة اعلاف الألبان و الدواجن ( لحوم _ بيض) واعتقد بهذا المفهوم نكون حققنا مفاهيم اقتصادية عالية وهي سلاسل القيمة المضافة ، وهذا يسمي بالخطوط( الامامية والخلفية ) بمعني اننا من القمح في الخط الامامي ننتج الدقيق وبالخط الخلفي ننتج (الردة) والولاية احوج ما تكون لها، لاننا بوجودها سوف نري مزيدا من المصانع والمراكز لانتاج وتوزيع الاعلاف، لاننا بالمقابل سوف نري زيادة عالية في انتاج الامباز بعد استخلاص زيوت السمسم والفول ، لانه يدخل في صناعة كل الاعلاف سوي كان للدواجن او الألبان او اللحوم البيضاء والحمراء واعداد مواشي الصادر خصوصا يوجد بالولاية محجر عشي للضأن، وبالتالي سوف نساهم في تغير السلوك السكاني سوي كان بتربية الدواجن او انتاج الالبان بالمنازل لان كل الاشياء مرتبطة ببعضها البعض ، وربما يكون ذلك مدخلا لانشاء مسلخ الابيض الحديث لتصدير اللحوم عبر مطار الابيض الدولي، وهذا بالضرورة سوف يغير طبيعة السكان من مستهلكين فقط الي منتجين ، وبهذا سوف نخلق توازن مابين الاستهلاك والإنتاج وبهذا نطور الوضع الاقتصادي للأسر بالولاية..
ومن الميز ايضا في توفير الردة بالولاية سوف نغير نمط الرعي من رعي بالفلاة مفتوح الي رعي عبر الحظائر لان هناك اعلاف مركزة متوفرة لتغذية الحيوان ولها عائد اقتصادي كبير ..
رابعا: تشغيل المطحنة سوف يشغل لنا عدد من شباب في ظل انتشار العطالة وسط الشباب من الجنسين، هذا بالاضافة لزراعة الاحساس بتحقيق الاكتفاء الذاتي وفي كل شئ، لان (مشاهد أحداث الابيض الاخيرة وعندما شوهد بعض الطلاب يحملون جولات الدقيق قطعا هذه الصورة ( القبيحة) هي نتاج للاحساس بالجوع المستفحل ، لذلك الاحساس بان ( القوت من حولك قطعا يتحقق الشبع المعنوي والحسي )
لذلك في تقديري بما ان تشغيل مطاحن الابيض يحقق لنا التوسع الافقي والراسي في زراعة القمح عبر احدث التقانات الحديثة ، وادخال مساحات كبيرة لانتاجه بعدد من المحليات ، هذا بالاضافة لادخال هندسة صناعة الاعلاف المتعددة الاغراض، وتغير النمط الانتاجي والاستهلاكي والاقتصادي والغذائي والاجتماعي ، وتشغيل الشباب ، وكل ما يتعلق بسلاسل القيمة ، فضلا عن توفير الأمن المجتمعي ( لأن الامن مرتبط بالاطعام) هذا بالإضافة الي اننا سوف نكون حولنا احدي اركان شعارات ثورتنا المجيدة (سلام) الي ( طعام) ..
وفوق كل ذلك نكون أشعالنا شعل أمل جديدة في الانتاج الزراعي للمحاصيل الزراعية الاخري ، اعتقد ان هذا بالضرورة يعبر لنا عن التنمية المستدامة ، فقط محتاجين تجاوز التحديات التي ذكرها مهندس تشغيل المطحنة لدي تنويره لحكومة الولاية والصحفيين بمقر المطحنة صباح الاربعاء الموافق (١٩/٥/٢٠٢١) والمتعلقة بضرورة استدامة التيار الكهربائي للمحافظة علي الالتزام بانتاج الكميات حسب السعة التشغيلية ، هذا بالاضافة لتقليل قيمة الانتاج نسبة لارتفاع اسعار الوقود…
كما توجد ضرورة ملحة لتوفير وتمليك ناقلات ترحيل (جرارات ضخمة) للمطحنة للترحيل سوي كان من المخزون الاستراتيجي، او من مناطق الانتاج بالولاية بعد دخول مساحاتنا الي دائرة الانتاج لتمزيق فاتورة الترحيل الباهظة نهائيا ، وهذا ليس بصعب اذا توفرت الارادة..