عمر الكردفانيالمقالاتمميز

بيت الشورة عمر الكردفاني المرأة في مناطق النزاعات ….(دول يضربوا ودول يضربوا)

204views

 

 

بيت الشورة
عمر الكردفاني

المرأة في مناطق النزاعات ….(دول يضربوا ودول يضربوا)

دائما اميل إلى استخدام الجملة الشهيرة للفنان الكبير الأستاذ عادل امام التي قالها في مسرحيته (الزعيم) حينما تكالب عليه الجميع حين ظنوا  أنه يتقمض شخصية الزعيم وقاموا بضربه فقال في حسرة والم (دول يضربوا ودول يضربوا).
لقد تشرفت على مدار يومين بتغطية المؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى حول المرأة والسلم والأمن، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة والذي انعقد تحت شعار “تعزيز الحماية والاستجابة الشاملة لاحتياجات النساء في مناطق النزاع: النساء يواجهن الحروب والذي حظي بحضور كبير وقد انعقد بالقاعة الأندلسية بمقر الجامعة يومي السابع والثامن والعشرين من نوفمبر الجاري .
المؤتمر قدم فيه المشاركون أوراقا علمية مهمة تتعلق بالجوانب النفسية والقانونية لما تعانيه المرأة في مناطق النزاعات بالإضافة إلى مناقشة بعض التجارب لبعض الدول حول حماية المرأة والكثير من المشاركات الثرة وقد تم تسليط الضوء على التجارب الإيجابية بصورة لاقت الكثير من الاستحسان .
السودان شارك بوفد رفيع المستوى برئاسة السيد وزير التنمية الاجتماعية الاستاذ احمد ادم بخيت والذي اعترض لدى رئيس الجلسات السفيرة هيفاء أبو غزالة في نهاية جلسات المؤتمر حيث أشار إلى عدم تضمين البيان الختامي اي إشارة إلى الفاعل في الأزمة السودانية إذ قال بخيت :نرفض أن يتم بناء الانتهاكات التي جرت في بلادنا إلى المجهول في حين تمت الإشارة إلى كل الجرائم الأخرى بصورة واضحة إلى مرتكبيها ،وقد استجابت رئيس الجلسة سعادة السفيرة هيفاء أبو غزالة إلى اعتراض السيد الوزير ووافقت على تضمين ذلك في البيان الختامي .
المؤتمر تطرق بصورة مكثفة إلى وضع النساء في مناطق النزاعات مشيرا إلى أن المرأة التي يعتقد الكثيرون انها غير معنية بالحروب إلا أنها الخاسر الأكبر وصاحب العبء الأكبر في الحروب فهي التي تفقد الاب والاخ والزوج والابن …هؤلاء الذين رعتهم وسهرت على راحتهم ثم إنها التي يقع عليها الانتهاك الجسدي والجنسي انتقاما ،ثم بعد ذلك هي التي تقع في الأسر من أجل الضغط على الاخر ومن ثم هي التي يقع على عاتقها رعاية الأسرة في أحلك الظروف أثناء الحروب واخيرا وليس اخرا هي التي يجب عليها اعمار ما دمرته الحرب بعد نهايتها إذ أن الرجل حينها أما مفقودا أو موجودا كالمفقود ، هذا عوضا عن تصنيف المرأة دائما انها غير ذات جدوى قبل وأثناء وبعد الحروب ما يجعل الضغط النفسي اكبر عليها فتخرج بعاهة نفسية غير قابلة للبرء.
عناصر نسائية سودانية عدة شاركت بفاعلية في الاجتماع سنعرض لمشاركتهن لاحقا إن شاء الله ، خاصة وأن معظم الحضور منهن من صاحبات الدرجات الأكاديمية المرموقة والأدوار الكبيرة على المستوى الإقليمي والعالمي ولكن لا ننسى الدكتورة عوضية محمد احمد المنزول الوزير المفوض بوزارة الخارجية.ادارة حقوق الانسان والمرأة والطفل،
عضوة الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام بجامعة الدول العربية. والدبلوماسية بالمندوبية السودانية الدائمة بالجامعة العربية الاستاذة عزة الازرق والتي كان لها القدح المعلى في لحاقي وبعثة التلفزيون القومي لجلسات المؤتمر والدكتورة مريم علي احمد مدير اداره التشريعات بالاداره العامه للمراه بوزاره التنميه الاجتماعيه
إن دور المرأة أو ما يقع عليها جراء الحروب والنزاعات التي يشعلها الرجل اكبر من ان تتم مناقشته على أساس رد الفعل أو (الطبطبة) على الكتف بمعنى احسنت أوفلتصبري ، لأن الأمر يجب أن يتم تناوله من جانب أن من يتحمل العبء الأكبر يجب أن يتم إشراكه في قرار بداية أو نهاية الحرب ،إذ لا يعقل أن يشعل الرجل الحرب ويتخذ قرار انهائها في حين أن من يتحمل نتائجها الكارثية غير معني باي قرار يتعلق بالبداية أو النهاية أو حتى اثناء النزاع ،وهنا يمكننا أن نمثل المرأة بالمقولة التي صدرت بها المقال :دول يضربوا ودول يضربوا.

ثم ماذا بعد ؟

إن المجتمع الذكوري المعاصر إنما نشأ لأسباب عدة وكلها تتعلق بالبعد عن الأصول في كافة مناحي الحياة دينيا أخلاقيا واجتماعيا ،لان وضع المرأة في المجتمع والدين لم يكن اصلا بهذه الوضاعة التي يتم التعامل بها معها الآن مع دعاوى المساواة وهي كلمة حق اريد بها باطل ،فالمرأة لم تكن يوما عرضا للاعلان أو سلعة للبيع والشراء بل كانت قائدة في كل المجالات حتى أنها تسنمت مراقي العلم ونافست الرجل على جائزة نوبل في العلوم وقادت الجيوش من قبل وحكمت دولا ومجتمعات ، الا أنها الآن أصبحت بدعوى المساواة تابعا ذليلا لكل قوي نافسته في غير المجالات التي تبرع فيها

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

3 × 2 =