صالون_الريس
بدر التمام والتكامل في الميزان
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام…. الحكمة القديمة تقول (كن لي أكن لك) ومغزى هذه الحكمة أهمية تبادل المصالح وقد علمتنا هذه الحرب دروساً عديدة وقد تلاشت كل مساحيق التجميل التي تتجمل بها دول الجوار وانقشعت كما تنقشع الغيوم ليسطع ضوء الشمس فيصبح الصديق واضحاً والعدو بيّن. و في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، اطل علينا بدر التمام وزير الخارجية المصري، السيد بدر عبد العاطي، بزيارة رسمية إلى مدينة بورتسودان يوم الأربعاء، 15 يناير 2025، بتوجيه من فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. جاءت الزيارة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها السودان في المرحلة الحالية.فالتقى وزير الخارجية المصري خلال زيارته برئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حيث نقل رسالة دعم من الرئيس المصري تؤكد حرص مصر على الحفاظ على استقرار السودان ووحدته. كما شددت الرسالة على استعداد القاهرة لتقديم الدعم اللازم للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية، كما عقد الوزير المصري لقاءً مع نظيره السوداني الدكتور علي يوسف الشريف، حيث جرى استعراض سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة القضايا المتعلقة بالأمن المائي، والتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة، بما في ذلك قضية سد النهضة الإثيوبي. و دعوني اقفز إلى عمق فحوى هذه الزيارة التاريخية التي تكررت للمرة الثانية مما يعزز حرص مصر حكومة وشعباً على إحياء مشروع التكامل السوداني المصري ويعود تاريخ هذا المشروع إلى توقيع ميثاق التكامل في عام 1982، والذي يهدف إلى تحقيق تعاون اقتصادي وسياسي يشكل نموذجًا للتكامل الإقليمي. وأرجو ان تكون قد تناولت المناقشات سبل تفعيل هذا المشروع، خاصة في مجالات الزراعة، والطاقة، والبنية التحتية. وقد سنحت لي الفرصة ان التقي في الأيام الماضية سفير مصر لدى السودان سعادة السفير هاني صلاح في زيارة مع الجهاز الشعبي لنهضة السودان وقال السفير في ذلك اللقاء ان الجانب المصري على استعداد لتقديم خبراته من خلال شركات مصرية متخصصة تسهم في دعم الاقتصاد السوداني وتنميته.
وفي تقديري ان هذه الزيارة لها ما بعدها في إطار إحياء هذا المشروع واعود لما بدأت به حديثي (كن لي أكن لك) فقد كانت مصر لنا منذ نشوب الحرب اللعينة، ووقفت معنا حكومة وشعباً لذلك سنكون لها كما كانت لنا، ووصيتي لفخامة رئيس مجلس السيادة وسعادة وزير الخارجية في ان يكون مشروع التكامل السوداني المصري نصب اعينكم، وكما قال السفير هاني صلاح ان السودان دعم مصر في المحافل الدولية كما دعمت مصر السودان واننا أشقاء وشعبٌ واحد في بلدين. أعود لأقول أتت هذه الزيارة لتؤكد أن مصر تضع السودان في مقدمة أولوياتها، وتسعى بكل إمكانياتها إلى تحقيق التكامل الذي يخدم الشعبين الشقيقين. فالعلاقات بين مصر والسودان ليست فقط علاقات دبلوماسية، بل هي روابط تاريخية وحضارية تستند إلى المصير المشترك.
ختامًا، فإن هذه الزيارة تمثل خطوة جديدة نحو تحقيق حلم التكامل السوداني المصري ، وتجدد التأكيد على الروابط الأخوية بين الشعبين. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التعاون والتنسيق لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي