
ظاهرةُ تسولُ السُودانيّاتُ في شوارع القاهرة
بقلم/مُحمّد عُكاشة
الحربُ في جولتها الأخيرة تجتثُ مليشيا الجنجويد من أرضِ السُودان اجتثاثاً بفضل بسالة الأبطال في القوات المسلحة السُودانية.
الشقيقةُ مصرَ ثابتةٌ علي العهد حفاظاً علي وحدة السُودان وسلامة أراضيه وسيادة مؤسساته الوطنية.
مِصرُ تبذّل جَهدها للمُساهمةِ في إعمارِ السُودان بعدَ الحربِ مُبادرةً بناءةٌ من خلال لجنة وصندوقٍ للإعمار ضمن اتفاقاتٍ جديدة.
مصرُ تَحملت تدفقات السُودانيين اللاجئين إليها بعد الحرب ثم ومبادرةُ (راجعين ) بمُعاونةِ الجيش المصري تشهدّ عودةً طوعية مُتزايدة رغم تزايد حركة التهريب غير الشرعية والتي كَلفت الكثيرين أرواحهم.
مُبادراتُ العودة الطوعية إلي السُودان ينضمُ إليها رجال اعمالٍ سودانيين ومن هؤلاء الدكتور يحيي حاج نور مُساهمةً في عون السُودانيين من ضيقِ ذاتِ اليد.
الحربُ قدمت درساً بليغاً حول معني الأمن العام والأمن الاجتماعي مثلما كشفت سؤةُ بعض الناس يستثمرون فيها أثرةً وأنانيةٌ وشُحُ أنفس فسيّدات تضيقُ بهن شقق القاهرة يُغامرنَ بفلذّات أكبادهنَ عبرَ محرقةَ التهريب وقد قُمن باستئجار بيُوتهنّ في مُدنٍ آمنة بمبالغ طائلة للنازحين من مناطق الحربَ.
هؤلاء النسوة وآخرين من الرجال والولدان يُواجهون بعد استعادة مُعظم الولايات من قبضةِ الجنجويد يواجهون الآن مغبةَ انقطاعِ دعم الوجود في القاهرة مع إنقضاءُ ريعُ إيجارِ البيوت هنالك بعد عودةِ مُستأجريها إلي مُدنهم وولاياتهم.
سيّدات أخريات وهؤلاء من المتعاونات مع مليشيا الجنجويد وركبنَ بكاسي التهريبُ إلي القاهرة مَحفلاتٍ بالذهبِ والدولار وهؤلاء يُواجهنَ إجراءاتٍ مع السُلطات المِصرية في حالاتٍ تم ضبطها في بعض أحياء فيصل وهذا فضلاً عن دخول عددٍ كبير من أفراد مليشيا الدعم السريع الذين وفدوا مصرَ وتملكوا بها وبعضُهم استثمرَ الأموال المنهوبةُ في أعمالِ تجارية لم تستثني حتي التعليم والمدارس السُودانية.
الظاهرةُ المقيتةُ التي أخذّت في التزايُد هي قصةُ التسول المخجلةُ للسُودانيّات في شوارع القاهرة ففي حي المهندسين الراقي خُصوصا شوارعُ جدة والمروة والزهراء والتي تزدحمُ بالمحال التجارية السُودانية والمطاعمُ تتكاثرُ عندها سيداتٌ سُودانيات بأعمار متفاوته يتكففنَ الناس بالسؤال وغالبُ هؤلاء النسوة من ظاهرِ الحال يَشحدنَ لا بواقعِ الحوجةِ بسببِ الحرب وإنما علي سبيلِ الإحترافِ لمهنةِ التسول بشكلٍ أثارَ إستياءُ السُودانيين قبل غيرهم من ساكني هذا الحيّ.
ظاهرةُ تسولِ السُودانيات لا تقتصرُ علي ذاكَ الحيّ وحدهُ وإنما تتمددُ حتي نفق اللبيني الهرم يلفتنَ النظر عند مداخله في منظرٍ بائس هذا فضلاً عن ظاهرة الرجل يذّرعُ شارع الهرم يومياً في زي سُوداني وهندام جميل يصطحبُ سيدةً جميلة يزعمُ أنه زوجته وهو يتكففُ الناس بإدعاء أنه تقطعت به السُبل يطلبُ فقط حقّ تذاكر العودة وهو يفعلُ ذلك قبل عام ولم يغادرُ حتي هذه الساعة.
الحربُ في نهاياتها ويتوجبُ أن تنتهي الظواهرُ السالبة لجموع السودانيين والسودانيات في حواري القاهرة بما يحفظُ كرامتنا وديباجةُ مُبادرة ( راجعين لبلد الطيبين) وشعارها تقول :
” أعود بفخرٍ واعتزاز إلي دياري، لأبني مستقبلي وأرسم طريق الأمل من جديد.
اليومَ نعود بقوة وإيمان، نعود لنبني ونحمي ما خلفنا وما أمامنا،
نعود لنعيد الحياة والابتسامة إلى شوارعنا ومجتمعنا.
قد تكون الرحلة تحديًا، لكن الإرادة والعزيمة تسهل الطريق. معًا، نحقق العودة بأمان وسلام، نحمي تاريخنا ومستقبلنا بتفاؤل وثقة.
ها نحن نعود، وإلى الأمام نمضي بثقة وإصرار “