المقالات

صالون_الريس أم درمان.. بلد الأمان تعود إلى الحياة د/أشرف الريس

257views

#صالون_الريس
أم درمان.. بلد الأمان تعود إلى الحياة
د/أشرف الريس
امدرمان 12/ 5 / 2025

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… وسط رماد الحرب وظلال الألم، تنهض أم درمان من تحت الركام، رافعة راية الصبر والكرامة. المدينة العتيقة، التي سُميت عن حق بـ”بلد الأمان”، تعود رويدًا رويدًا إلى الحياة، كما لو أنها تُعلن للعالم أن لا شيء يمكن أن يُطفئ نورها أو يسرق نبضها.

فمنذ أسابيع، بدأت شوارع المدينة تتنفس مجددًا. أصوات الخطى عادت إلى الأزقة، وصدى النداء إلى الصلاة يتردد في المساجد العتيقة. تجار الأسواق الصغيرة أعادوا فتح أبوابهم على استحياء، وابتسامة الأطفال في الحواري كانت كأنها تكتب أول فصول الشفاء.

أم درمان، بتاريخها الطويل وذاكرتها الوطنية، لم تكن مجرد مدينة في قلب السودان، بل كانت دومًا خزّانًا للهوية، وملاذًا للثقافة، ومرآة لروح الشعب. واليوم، تعود هذه الروح لتُثبت أن الحرب قد تُخرّب المباني، لكنها لا تستطيع أن تهدم العزيمة.

الجهود المجتمعية والشعبية كانت ولا تزال جوهر هذا التعافي. شباب الأحياء، والنساء الصابرات، والمهنيون العائدون من النزوح، جميعهم ساهموا في تنظيف الشوارع، ترميم البيوت، وتسيير الحياة رغم قلة الموارد. وقد برزت مبادرات تطوعية خالصة لإعادة المدارس والمراكز الصحية إلى العمل، في مشهد يعكس عظمة الإنسان الأم درماني حين يتحمل المسؤولية.

الحراك الثقافي أيضًا بدأ يعود. جلسات الطرب والأنس تعود إلى الأزقة في ليالٍ هادئة، والحرفيون يعيدون بعث أناملهم على أوتار الطمبور وجلود الدلوكة. كل شيء في أم درمان يُنشد الحياة.

ورغم أن التحديات لا تزال قائمة — من تفلتات أمنية متفرقة، وانقطاع للخدمات الأساسية، وضعف في الإمداد الغذائي — فإن العزيمة الشعبية تعوّض الكثير. المواطن الأم درماني لا ينتظر الدعم، بل يصنعه.

إن عودة أم درمان ليست مجرد خبر محلي، بل رسالة وطنية عميقة: أن السودان لا يُكسر، وأن مدنه وإن تعثرت، فإنها قادرة على النهوض ما دام أهلها على قيد الإيمان والأمل.

وأقول ختامًا إن أم درمان تعود، ومعها تعود الثقة بأن الحياة أقوى من الموت.

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

3 − 1 =