#صالون_الريس
ثِقوا في قادتكم.. فالتاريخ لا يُصنع بالعاطفة وحدها
د/أشرف الريس
8/ 7 / 2025 م
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام، وبسم الله نبدأ الكلام… إن طبيعة الجماهير ــ في كل زمان ومكان ــ أنها تميل لما تحب وتنجذب لما تهواه، وتتحرك غالباً بدافع العاطفة قبل أن تُخضع الأمور لميزان العقل. وهذا مفهوم ومقبول، بل محمودٌ حين يتّصل بالوطن والانتماء. لكن، في لحظات المصير الكبرى، لا بد أن نقف على أرضٍ صلبة من الفهم والوعي، بعيدًا عن ردود الفعل والانفعالات اللحظية.
إلى أهلي، إلى عشيرتي، إلى أبناء وطني المخلصين الملتفين حول قواتهم المسلحة: لا ترتبكوا إن سمعتم بتراجع هنا أو فقدان موضع هناك. لا تدعوا أبواق الإحباط تُخترق جدران ثقتكم في جيشكم. فالمعارك لا تُدار على هوى الجماهير، بل تُدار بعقولٍ خبِرت دهاليز الحرب، وتقديراتٍ لا يطلع عليها إلا أهل القيادة والرؤية والبصيرة.
انظروا لما حدث في ولاية الجزيرة، وسنار، بل وحتى في الخرطوم نفسها. في بادئ الأمر، تراجع الجيش عن بعض المواقع، وارتفعت همهمات القلق، وتسللت الشكوك إلى النفوس. لكن ما لم نكن نعلمه آنذاك، هو أن وراء هذا التراجع تكتيكًا عبقريًا، وخطة محسوبة بدقة، رسمها القادة بثقة وهدوء، في صمت العارفين، لا في ضجيج المتحمسين.
وعندما حانت اللحظة… تلك اللحظة التي انتظرها قادتنا بصبر، أطلقوا ساعة الصفر فاندفعت قواتنا كالسيل الجارف، تُعيد السيطرة ببسالة ودقة أبهرت الداخل والخارج، وسَطّروا واحدة من أنصع صفحات الشرف في تاريخ العسكرية السودانية. يومها، رأينا الدموع في العيون والفرح في القلوب، وقلنا جميعًا: صدق من قال إن الثقة في القادة لا تُخيب.
ما نحتاجه اليوم ليس فقط الحماس، بل الإيمان الراسخ بأن من يقود هذه المعركة يدرك أبعادها أكثر منا، ويقرأ تفاصيلها على الخرائط والأرض والوجوه. معركة السودان اليوم ليست معركة سلاح فقط، بل معركة عقل وصبر وثقة في رجالٍ حملوا الأمانة، وعاهدوا الله والشعب أن يصونوا الأرض والعِرض مهما كلف الأمر.
وأقول ختاماً :دعونا نُثبت للعالم أن الشعب السوداني لا يُقاتل بعاطفته فقط، بل بعقله، وأنه يضع ثقته في قادته لا لأنه لا يرى، بل لأنه يرى أبعد مما يظن المتربصون.
الجيش السوداني لا يُهزم.. لأنه يُقاد بعقلٍ راجح، وقلبٍ جسور، وسندٍ شعبي لا يُكسر.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/أشرف الطاهر الريس
رئيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان