جمال الدين حسين يكتب…..
(الطاهر عرجة )هنيئا لك العروج ايها الجسور
والشمس توذن بالغروب ونحن نمضي في اتجاهها كأننا نحاول الوصول إليها قبل أن تأفل ، كانت سياراتنا ذات الدفع الرباعي تسابق الريح ، يتقدمنا الجسور الجنرال الطاهر عرجة وكلما حاولت التواصل معه بال(لاسلكي) رد علي (اصبر ح تعرف اي حاجة بعد شوية).
مع هبوط الليل توقف فجأة ونزل من سيارته وأمر باجتماع للقادة:انتو عارفين نحن وين ؟
اجبنا اجابات متفاوتة وكلها تدور في مناطق بولاية الجزيرة إلا أنه فاجأنا قائلا : نحن على بعد كيلو مترات قليلة من مدينة ود مدني من الجهة الشرقية ، وانا على تواصل مع متحرك القوات المسلحة وهم الآن أيضا على بعد كيلومترات من الجنوب للمدينة ، سنستريح بقية الليل وممنوع إشعال النيران ، والهجوم سيكون غدا بالتزامن مع اخوتنا في القوات المسلحة .
هكذا كان يدير عرجة المعارك ، ولذا كانت المليشيا تخشاه خشية الموت ، خضت معه معظم المعارك إلى أن أراد الله أن أصاب إصابة بالغة في معركة ام رواية (وتلك ملحمة أخرى ) ولكن الاخ القائد عرجة كان يتعامل معي كأنما انا معه في الميدان (حتى أنه ينسى في بعض الأحيان أنني مصاب) ما رفع روحي المعنوية وكدت أن اقطع رحلة علاجي للحاق به لولا أنه استعجل في العروج إلى السماء شهيدا وترك إرثا من البطولة والفداء
امثال القائد عرجة لا يهزمهم الموت لانه السبيل إلى جنات الخلد إن شاء الله ، ولأن سيرتهم العطرة ستكون نبراسا يضئ للاجيال القادمة الطريق الى وطن العزة والكرامة الذي سيبنيه أبناء عرجة ووارثي جسارته وقوة شكيمته إن شاء الله
رحم الله الجنرال الشهيد الطاهر عرجة