التقارير

هل يخاف حمدوك خذلان الحاضنة السياسية لحكومته؟

402views
كثيرا ما تتكرر الازمة اساسية في خطاب رئيس مجلس الوزراء الانتقالي د عبدالله حمدوك ، حتى اصبحت مثارا للتندر عند كثير ممن لم يستطيعوا ان يرتقوا لمستوى رؤيته المتقدمة ، بحكم طبيعة مهامه المطلوب منه انجازها في الفترة الانتقالية ، وهو دعوته الدائمة للعمل معا كمكونات للمرحلة ، سواء عبر تفعيل الشراكة بين المكون العسكري والمدني ، او متانة التماسك بين مكونات قحت كحاضنة سياسية للمرحلة .
بحكم تراكم الخبرات والتجارب التي عمل عليها ، اكتسب قناعة عميقة بانه لا يمكن ان ينجح فيما اوكل اليه من مهام ، الا عبر التماسك التام لكل مكونات الثورة ، وهو امر لابد منه ليس لنجاحه الشخصي في مهام حكومته وحسب ، وانما لمجمل الفترة الانتقالية ، التي تعتبر مرحلة تمهيدية وحاضنة طبيعية ، لتخَلُّق الدولة السودانية الجديدة التي تترجم شعارات الثورة ، وتجعلها واقعا ملموسا يحقق احلام وآمال كم قاتل من اجلها الشعب السوداني وبذل فيها من كبير التضحيات لتحقيقها ؟! .
بهذه الرؤية العميقة ينبغي تناول دعوة ( حمدوك ) الدائمة والمتكررة لتوحد قوى اعلان الحرية والتغيير ، الحاضنة السياسية لحكومته الانتقالية ، وتماسك جميع اجهزة حكم الفترة الانتقالية للعبور الآمن والنجاح هذه هي الوصفة !؟ بسيطة وغير معقدة ، بدونها لاتجني البلاد سوى الفشل الذريع !! . يتضح من كل ذلك توقف نجاح المرحلة الانتقالية وحكومتها ، علي وحدة القوى الثورية المتمثلة في قحت وشركائها في الجانب العسكري الا ان السؤال الذي يطرح نفسه ويستدعيه نفس التكرار المستمر للخطاب ( الحمدوكي ) ان جاز لنا التعبير !!؟. هل هنالك مايمنع توحد هذه الجهات وماهي دواعي ذلك للدرجة التي تجعل منها لازمة دائمة في خطاب السيد رئيس الوزراء بصورة لا يمل تكرارها ابدا ؟!. هل ذلك مرتبط بطبيعة تكوين قحت ؟ ! ولا يخفى الظروف التي تكونت من خلالها قحت ، كتحالف عريض من اجل اسقاط النظام السابق ، بحيث تشكلت من خليط غير متجانس ، اشتمل على طيف واسع من المكونات السياسية بالبلاد من اقصي اليمين الي اقصى اليسار ، اختزن في احشائه مختلف الافكار والرؤى ، حتى المتعارضة ايدولوجيا وفكريا وسياسيا ، بما جعل كثيرين يتعجبون من تماسكها حتى هذه اللحظة ؟؟! ويبدو انه الان بعد سقوط النظام الذي كان يشكل العامل المحفز الوحيد لتماسك هذه القوى فضلا عن الاختلافات الفكرية والتباين السياسي الذي يزيد من تاجيج الصراع والتنافس السياسي كامر طبيعي وعادى بين الاحزاب والقوى السياسية ! ! اضف الى ذلك اختلاف احجام هذه القوى والمكونات المشكلة لقحت ، وما هو ناشئ من قناعة لدى بعضها بعدم الانتشار الجماهيري الذي يؤهلها لنيل نسبة مقدرة من المقاعد ، عبر التمثيل الانتخابي الذي لا يمكنها من القدرة علي التاثير في اوضاع حكم البلاد ، كتمكنها الان عبر ، ( قحت ) وهو امتياز تحرص هذه القوى ان لا تخسره ، و تعمل علي توسيعه ، متخذة من المرحلة الانتقالية فرصة لحيازة اكبر المكاسب عبرها والتعويض بذلك عن حجمها وقدراتها الحقيقية مابعد الفترة الانتقالية ، وهو باب كبير انتج ومايزال ابرز الصراعات و الخلافات التي تنشا فيما بين مكونات قحت ؟؟! . هذا دون ان نستثني ايضا صراع المحاور وارتباط بعض هذه المكونات ببعضها مما يخلق مزيد من ارباكات المشهد السياسي بالبلاد . ويعمل في ذات الوقت علي تعطيل اداء الحكومة الانتقالية مما يدعو رئيسها الذي يعلم كل ذلك من خلال ما يتكامل لديه من معلومات بحكم منصبه , وادراكه لما ينطوي عليه من خطورة يمكن ان تذهب بكامل المرحلة الانتقالية . يدعوه الي التنبيه والي هذا التكرار لعلمه انه مكمن الخطر الداهم الذي يقود الي الفشل الذريع ؟؟!! فهل ترى تلتقط قحت الدعوة وتتعامل معها بالجدية التامة وتترك خلافاتها وتنافسها السياسي بعد انجاز مطلوبات الثورة ؟! هل تستطيع تاجيل خلافاتها من اجل كامل الوطن ومستقبله ؟! هل تستطيع توظيف هذا القبول الكبير لحمدوك في انجاح الفترة الانتقالية ام تعمل علي تبديده عبر التنافس الحزبي والصراع السياسي ؟؟ الذي يرى كثير من المراقبين انه ليس وقته . الوقت للتماسك من اجل نهضة البلاد وتدعيم حكومتها وتحمل عبء المسؤولية معها لمعالجة قضايا البلاد الملحة والمحافظة عليها من الضياع والتشتت والانقسام !!.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

13 − خمسة =