الجنينة : عبد الله الصغيرون
اكد والي غرب دارفور المكلف، اللواء الركن دكتور ربيع عبدالله آدم، ان عملية بناء السلام يحتاج الى الوقوف على جذور المشكلة، ودعم الايجابيات التي صاحبت الحياة في الفترة الماضية، والاستفادة من تجربة التعايش السلمي، وقبول الاخر. طوال عقود من الزمن في دارفور، وقال ان بناء السلام يحتاج مجهودات للتحليل العميق لمعالجة الاثار التي خلفتها العقود المظلمة، لبناء انسان سوي يعتبر رأس الرمح في عملية السلام ،وتفادي القبلية التي تجاوزها العالم اجمع جاء ذلك خلال مخاطبته مراسم اطلاق مشروعات بناء السلام في الولاية والتي تنفذها وكالات الامم المتحدة في ولايات دارفور وتشرف المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة عملية تنفيذ مشروعات الولاية واستعرض والي غرب دارفور الظروف الاستثنائية التي تعيشها ولايته حالياً مؤكدا ضرورة بناء الثقة بين مكونات المجتمع لتفادي تلك الظروف ومعالجة اثارها من اجل الاستفادة من هذه المشروعات في بناء سلام حقيقي على الارض يحفظ للناس حقوقها وتحفظ هيبة الدولة لضمان الاستقرار الموجود ودعا الدكتور ربيع عبدالله ادم الى معالجة ما بنفوس المستهدفين بمعالجات عميقة لتلبية حاجة الشباب الذين ولدوا في هذه الظروف والذين لهم افكار كبيرة لبناء الوطن وقال ان ولايته تعاني من مشكلات في تحقيق العودة لمتضرري معسكرات كريندنق رغم توفر الخدمات والامن والعزيمة من الحكومة والمنظمات الا ان انعدام الارادة من العائدين جعل من تحقيق العودة مشكلة واقعية
من جانبه تناول الاستاذ مأمون ابو عرقوب ممثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في الولاية مراحل صندوق بناء السلام في دارفور والذي يعتبر فكرة سودانية خالصة تمت مناقشتها في مؤسسات الامم المتحدة واجازتها كما تولت وكالات الأمم المتحدة تنفيذ مشروعات الصندوق في ولايات دارفور على ان تشرف كل وكالة اممية على العمل في احدى ولايات دارفور والمفوضية تشرف على مشروعات غرب دارفور بحكم مستوى العودة الطوعية للنازحين واللاجئين من شرق تشاد وكشف ان مشروعات الصندوق تشمل ثلاثة مجالات هي سيادة القانون وبناء السلام من اجل الامن البشري والحلول المستدامة على ان يتم التنفيذ لمدة عامين كمرحلة اولى وتستمر هذه المشروعات لمدة تصل الى خمسة اعوام في حالة تحقيق الاهداف المنشودة في العامين الأولين مؤكدا ان لا سلام مستدام من غير حلول مستدامة ولا يوجد حلول مستدامة من غير سيادة القانون وتواجد حالة من الامن البشري للمواطنين وهذه مسئولية الدولة بالتعاون مع المواطنين لذا يتطلب الامر التعاون لضمان تنفيذ المشروعات لتأمين استقرا العائدين وكشف ان مشروعات الصندوق يتم تنفيذها في محليات الجنينة ـ كرينك ـ جبل مون وبيضة وان تلك المناطق مفتوحة لوصول وكالات المم المتحدة والمنظمات اليها وقال ان الاوراق التي تتم مناقشتها خلال هذه المرحلة تركز على كيفية بناء السلام والبحث في الحلول المستدامة والتشجيع على العودة مع تقديم الخدمات لمناطق العودة لتحقيق السلام على ارض الواقع مؤكداً ان التنفيذ لمشروعات الصندوق سيكون بالتنسيق مع الجهات المختصة في الحكومة السودانية وابان ان مشاركة النساء والشباب شرط رئيسي لنجاح المشروعات والتمهيد للتمديد لفترة المشروع من المرحلة الاولى للثانية
من جانبه قدم البروفيسور عبدالمطلب محمد خاطر مدير جامعة الجنينة سرداً تأريخياً لمسيرة التعايش السلمي ودور الادارة الاهلية في المنطقة خلال العقود الماضية مؤكدا ضرورة الاستفادة من تجارب الدول في المحيط الاقليمي للوصول للسلام الدائم بين كافة المجموعات السكانية ودعا كافة قطاعات المجتمع لتقديم العون للحكومة الولائية والوقوف معها في جهدها المبذول لمعالجة اثار المشكلة الاخيرة بمخاطبة جذور المشكلة لتحقيق السلام الداخلي وقال ان الحرب التي دارت في دارفور خلفت اثاراً سالبة وفتق للنسيج الاجتماعي بحصول الانفراط الامني الممنهج الامر الذي يدعو الى بحث عن الحلول بطريقة علمية بعيداً عن التقليدية المعمولة في الوقت السابق