البعثة الاممية ضرورة دولية متجاوزة للارادة المحلية
مع قرب اصدار قرار اممي بشأن البعثة السياسية الخاصة بالسودان في الايام القليلة المقبلة يرى بعض الخبراء والمراقبين انه سوف يتم إدخال بعثة الأمم المتحدة في السودان بغض النظر عن رغبة الشعب السوداني قبولا او رفضا وستضم وحدات عسكرية ايضا وهكذا ، وبغض النظر عن رأي السودانيين ، وتصريحات السياسيين رفيعي المستوى وتعديلات القرار المقدمة فإن الأمم المتحدة ستتجاهل إرادة الشعب السوداني بل ويرى المراقبون والمهتمون بتعاطي الشأن الدولي ان القرار الذي سيتم اصداره في 28 مايو هو إجراء شكلي ليس الا!؟.
فقد تم حسم امر القرار الاممي بالبعثة نتيجة لتوافق العديد من المصالح الدولية لعواصم القرار العالمي خاصة مع التنبيه ايضا الي انه قد تقرر كل شيء عندما كتب حمدوك سراً رسالته إلى الأمم المتحدة!. ليتسلل القرار لواذا من بين يدي الداخل السوداني ويبقي المشهد السياسي المحلي بكل فاعليه مجرد (كومبارس) يؤدي ادواره المرسومة بعناية وفق سيناريو المنتجين لهذه المسرحية من الفاعلين الاساسيين في المسرح العالمي والمشغلين الرئيسيين للآلة الانتاجية والعملية السياسية في لعبة الامم.
حمدوك الذي فشل على مدار عام واحد في تحقيق أي نتائج في اقتصاد السودان والذي يظهر بمظهر الضعيف بين التيارات السياسية المتنافسة ، يعمل علي توظيف الثغرات في الواقع السياسي المأزوم بجدية مدهشة خلافا لما يبدو من طبيعته المسالمة بعيدا عن الانغماس في اي صراع او حتي ما يحاول الايحاء به من تسويق اهم معالم شخصيته الرافضة للتنازع والصراع السياسي ذات الميل الفطري للتنسيق والتوافق بين الفرقاء والعمل سويا لانجاز مهام الفترة الانتقالية الا انه في لحظة فارقة يظهر طبيعة اخرى لشخصيته بتجاوز جميع اجهزة حكومة الفترة الانتقالية ليعمل منفردا في غاية السرية والاستفادة من موقعه علي رأس الحكومة الانتقالية وتوظيف علاقاته الاممية في استدعاء البعثة الدولية، محيطه الآمن الذي يعرف كيفية السباحة في امواجه المتلاطمة ، شعور رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور عبدالله حمدوك بعدم الإلفة والغربة والانعزال وسط المشهد السياسي السوداني منذ تكليفه بالحكومة ومعرفته بانه رجل وحيد بين فرقاء متعطشين للسلطة بما ابدوه من حرص اعمى عليها من خلال الاستماتة في التنافس والمحاصصات مما ادي الي ضعف الفترة الانتقالية،وعلي الرغم من فشله المشهود، الا انه نجح بالتمكن من جلب القوات الأجنبية من خلال بعثة المساعدة المختلطة للامم المتحدة الخاصة بالسودان – UNITAMS -(محيطه الآمن وحاضنته التي اعتاد العمل من خلالها ليتخلص”من هذا الاحساس الخاص بالغربة النفسية القاتلة وعدم الالفة” بهذا المحيط الجديد) وهو في حقيقة الامر العمل علي إعادة السودان إلى وضع غير رسمي كمستعمرة للغرب!! والسيطرة علي البلاد من خلال ممارسة الاجندة والمصالح الغربية بعيدا عن مصالح الوطن الاستراتيجية والامنية العليا!؟.