التقارير

تعويضات ضحايا التفجيرات والسباق مع الزمن

329views

تقرير:المجرة

السودان سعى بكل ما لديه من امكانات وقدرات من أجل توظيفها والدفع بها لمعالجة المعضلة الاولى والاهم في علاقاته الخارجية والتي اصبح من الواضح تأثيرها الكبير علي مايجري من تحولات كبرى في بنية وهيكل دولته الوليدة مابعد ثورته الظافرة التي ورثت اوضاعا متردية في كافة المناحي. كان امله الوحيد في معالجتها من خلال تدفق الاموال والاستثمار الخارجي لخلق حالة من الازدهار والانتعاش الاقتصادي الذي يخرجه مما يعيشه من ازمات، ليبدا الانطلاق نحو البناء والتعمير ويؤسس لدولته الوليدة، فيصطدم امام حائط الصد الامريكي بعدم ازالة اسمه من القائمة السوداء !ويبدو انه لن يستطيع تغيير ذلك في القريب العاجل علي رغم الابتزاز الامريكي بداية بتعويضات المدمرة كول ونهاية بمراوحة قضايا تعويضات ضحايا تفجير السفارتين .
وربما لن يتمكن من ذلك حتي العام المقبل!؟ وذلك لبداية دخول الكونجرس الامريكي في إجازته لمدة شهرين بعدها سوف يجد نفسه وكامل المشهد الامريكي في سباق الانتخابات ومايجري فيها من تنافس وصراعات يتم فيها استخدام كافة الكروت بلا استثناء حتي رفع اسم السودان من القائمة السوداء سوف يكون مطروح ضمن كروت الضغط السياسية ضمن بازار صراع الموسم الانتخابي ، ومع قدوم الرئيس الجديد من الارجح أن يتغير خطاب البيت الأبيض ضد السودان لنجد انفسنا امام السؤال التالي: ما الفائدة او المعنى من دفع تعويضات بقيمة 320 مليون دولار لضحايا الهجمات الإرهابية الآن؟
وبحسب الصحفي والباحث “الفاتح وديدي”من خلال جدول اعمال الكونجرس الامريكي والانتخابات يعتبر السودان في سباق مع هذه المواقيت الحرجة مؤكدا علي صعوبة التسوية، وان السودان يتعامل مع القضية من باب سياسة إبداء حسن النية باعتبارها بادرة لطي الملف مع امله في حصانة مستقبلية من ملاحقته في تعويضات تالية. مقللا من شأن التغيير في الادارة الامريكية باعتبار ان امريكا دولة مؤسسات ولا يتعلق قرارها بشخص الرئيس!؟.
مبينا ان هنالك العديد من جماعات الضغط واصدقاء للسودان يعملون من اجل عدالة قضاياه في الداخل الامريكي وضرورة استفادة الخرطوم من ذلك ، مع ابداء تخوفه في نفس الوقت من محامي ضحايا التفجير من غير مواطني امريكا باطالة امد الوصول الي تسوية سريعة.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه امام كل هذه التعقيدات المحيطة بالازمة فيما يتعلق بالعلاقات السودانية الامريكية، امام مايمر به السودان من اوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة ، هل بمقدوره تحمل مزيد من الوقت في انتظار تسوية يقتطعها من جلده الحي وياخذها من افواه مواطنيه الذين هم في اشد الحاجة اليها الان ، لتزيين مسيرة الرئيس الامريكي في برنامجه الانتخابي ضد منافسيه، دون اي ضمانة بفوزه او اي اعتبار لتغيير رؤية الادارة الامريكية المقبلة بخصوص مايتعلق بعلاقاتها مع السودان؟!!.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

18 − سبعة عشر =