حركة تحرير السودان: الوساطة أقلقت الباب أمام مساومات مناوي
كشف خبير ومستشار قانوني في الجبهة الثورية إن كافة الإستعدادات والترتيبات تجري الآن علي قدم وساق، لتوقيع إتفاق السلام بين الحكومة والجبهة السودانية، في إشارة إلي أن البرتوكولات ستبدا في السادس عشر من الشهر الحالي بأرسال الوساطة طائرات لنقل ممثلين حركات الكفاح المسلح الوسطاء الدولين والأقليمين لحضور مراسيم توقيع الأتفاق في جوبا.
وأكد الخبير إن الوساطة لن تنتظر طويلا في حالة ترجمة وصياغة الإتفاق النهائي بعض حركات الكفاح المسلح حتي تلحق بالمفاضات، ولكن تترك لها خيار التوقيع علي الإتفاق مفتوحا لفترة محددة من الزمن لمن له الرغبة في السلام على(ما اتفق عليه) حكومة الفترة الإنتقالية السودانية والجبهة الثورية في جوبا.
وقال الخبير ان الأطراف المتفاوضة والوسطاء اتفقوا على ان تتحرك قيادات الجبهة الثورية السودانية بعد توقيع الأتفاق الي داخل السودان لتبشر بالسلام وتخاطب جماهيرها خلال (45) يوماً قبل الأنتقال الكامل للداخل،علي ان تقوم حكومة السودان بتذليل كافة العقبات وتوفير الدعم اللوجستي حسب جداول تنفيذ إتفاقية السلام .
يذكر إن منذ إنطلاقة مفاوضات السلام بين الحكومة الإنتقالية وحركات الكفاح المسلح والجبهة الثورية في منبر جوبا، كان مني أركو مناوي يطمح بان تكون المفاوضات في أبوظبي وجبريل إبراهيم يطمح ان تكون في الدوحة بحجة أن حكومة جوبا ليست لهما مقدرة مالية لإستضافة المباحثات ودفع استحقاقات السلام بعد الإتفاق، بينما كان مالك عقار وعبدالعزيز الحلو مفضلا جوبا لحاجة في نفس يعقوب، فيما ظل عبدالواحد محمد نور في موقفه السابق بعدم الأنخراط في أي مفاوضات مع (قحت).
لكن جهود القائد الأعلى لقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المكوكية بزيارة أنجمينا وأسمراء وأديس أبابا وجوبا وأبوظبي والرياض، وأخيراً الي القاهرة منذ انحيازه لخيار ثورة الشعب لضخ دماء جديدة وبناء الثقة بين اطراف الصراع لإستئناف عملية السلام في جنوب وشمال السودان، بأخلاص مما دفعت الجبهة الثورية السودانية إلي توقع إعلان جوبا، والذي بموجبه أعتمد منبراً للتفاوض بين الحكومة الأنتقالية وحركات الكفاح المسلح.
فيما أسفرت جهود رئيس الوفد الحكومي نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو بالتفاوض مع حركات الكفاح المسلح في تذليل العقبات التي أعاقت سير المفاوضات وعبر آلية جديدة تم تقسيم مسارات التفاوض الي مسار دارفور ومسار شرق السودان ومسار المنطقتين جبال جنوب كردفان والنيل الأزرق ومسار الشمال ومسار الوسط واستطاع الوسطاء من مناقشة قضايا المسارات الخمسة في جوانب السلطة والثروة والأراضي والحواكير والترتيبات الأمنية ولم تتبقى سوى القضايا القومية المتمثلة في الهوية والدستورالدائم ونظم الحكم في السودان (رئاسي ولا برلماني).
ومع اقتراب توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الأنتقالية والجبهة الثورية السودانية أنضمت أكثر من(3) حركات وأكثر من(3) فصيلاً إلي المفاوضات تحت مظلة الجبهة الثورية بعد حصولها علي ضمانات من رئيس الوفد الحكومي المفاوض حميدتي بمشاركتها في السلطة والثروة علي مستوى الحكومة الأتحادية والولائية، حيث أدرك مني اركو مناوي عضو الجبهة الثورية أنه سيفقد النسبة المئوية المحتملة من السلطة في السودان في حالة توقيع اتفاق السلام، لذلك فضل ان يكون خميرة عكننة يخرب مفاوضات السلام التي قطعت شوطاً كبيراً واعلان خروجه من عباءة الجبهة الثورية لأطماع شخصية وليس من اجل النازحين واللاجئين وضحايا الأنفلات الأمني في دارفور.
وبدأت حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي تزوير خطاب ونشر معلومات في وسائل التواصل الأجتماعي بان الوساطة في جوبا أعتمدت حركته في المفاوضات بمسار جديد، الأمر الذي أثار جدلاً ولغطاً قبل استئناف التفاوض.
لكن الوسطاء اغلقوا باب المفاوضات أمام مني أركو مناوي قائلين أن المسار الجديد لن يكون مفتوحاً ولن تكون هنالك مراجعة للقرارات السابقة، بحجة إن ما يدعو له مناوي يعقد العملية التفاوضية لجميع المشاركين،ويضع الحصان أمام العربة في الوقت الذي بات فيه السلام ضروة حتمية، واولوية قصوى في التحول الديمقراطي.
وفي ذات الأتجاه يرى أرباب جمعة يعقوب الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان بقيادة الريح محمود أحدى الحركات التي انضمت الي الجبهة الثورية السودانية والتي انسلخت من حركة مناوي بان الأنحياز لخيار السلام مطلب الضحايا من سكان دارفور، وان الحركة قاتلت نظام البشير بقوة ولم تقبل بالمساومات والآن تلحق بالمفاوضات من أجل السلام العادل ولا تهرول لتكويش الوظائف والحقائب الوزارية.
وأكد أرباب إن حركة تحرير السودان بقيادة الريح محمود ناضلت من أجل شعب دارفور،وكانت في القصر الجمهوري ولكن عندما تبين لها أن المؤتمر الوطني والجيش وتوابعه لا يريدان تنفيذ أتفاق أبوجا خرجنا من السلطة وعدنا إلي النضال من أجل شعبنا، والآن نفاوض الوفد الحكومي برئاسة حميدتي بقوة بعد أن حسم الأخوة في الجبهة الثورة مسار اقليم دارفور ونثق بان حميدتي أصبح شريك أساسي في صنع السلام ونؤكد دوره بانه الضامن الوطني الوحيد لتنفيذ اتفاقية السلام، وأن قوات حركات الكفاح المسلح والدعم السريع هما العين التي تحرس السلام داخل حدود السودان.ا