
أدت النزاعات الأخيرة فى منطقة غرب دارفور إلى نزوح أكثر من 2500 شخص عبر الحدود للدول المجاورة مثل تشاد. وأدت الاعتداءات التي قامت بها مجموعات مسلحة من إلى مقتل أكثر من 61 من أهالي المنطقة، وإصابة أكثر من 88 من الجرحى. وصرحت ناجية من الأحداث لموظفي حقوق الإنسان أن زوجها طعن حتى الموت أمام عينيها، مما أدى إلى فرارها ممتطية (حمار) لمدة يوم كامل، حتى وصلت إلى تشاد. وأشارت منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن معظم القتلى والمصابين من منطقة مسترى غرب دارفور معظمهم من قبيلة المساليت، ومعظم الفارين من النساء والعجزة والأطفال. وقالت المنظمة أنها تراقب الموقف بقلق وحذر نتيجة تردي الأوضاع هناك بصورة سريعة وعنيفة من قبل الجماعات المسلحة التى تود السيطرة والتحكم فى تلك المناطق مستخدمة السلاح والقوة والعنف القبلي. وقالت المنظمة: (هناك أكثر من 20000 مواطن تأثروا بعدم الاستقرار في غرب دارفور نتيجة لتجدد القتال والصراع القبلي والطائفي فى المنطقة. ورغم هدوء الأوضاع نسبياً كما ذكر مسؤول الامم المتحدة بالش، إلا أن الأوضاع ظلت قابلة للانفجار، ومعظم الفارين يخافون العودة ويطالبون السلطات الأممية والسودانية بمزيد من الحماية والأمن.
من جانبها حاولت السلطات السودانية معالجة الموقف بإرسال قوات إضافية لتهدئة الأوضاع. كما وصل وفد من قبيلة المساليت المتضررة بشدة من هذا الاعتداء وبعض أعيان القبائل العربية إلى مدينة الجنينة حاضرة غرب دارفور، وبدأوا مفاوضات للوصول إلى اتفاق من المحتمل أن يؤدي إلى وقف الاعتداءات وتهدئة الأوضاع فى المنطقة. كما صرح رئيس رابطة أبناء دارفور بنيويورك المهندس فخرالدين التجانى سبيل الذي طالب الحكومة السودانية وقوات الشرطة والقوات الأمنية بالقيام بدورها في حماية المواطنين فى دارفور، وجلب المتهمين فى هذه الأحداث للعدالة. وأكد سبيل رفض أبناء دارفور في نيويورك للقبلية والعنصرية والفرقة. كما شن الأستاذ سبيل هجوماً عنيفاً على النظام القديم وأعتبر أن ما يحدث فى دارفور تقف وراءه (الخلايا الأمنية المتشعبة) التي لا تريد تحقيق الاستقرار في السودان. مشيراً إلى أنها وراء (تأجيج النعرة القبلية)وأحداث العنف في منطقة دارفور. كما طالب الشباب عدم الانسياق للحملات الاعلامية المغرضة التى تستهدف ضرب النسيج الاجتماعى في المنطقة. ودعاهم إلى سيادة صوت العقل، والعمل على تحقيق السلام والعدالة والتنمية بالتعاون مع الحركات المسلحة والإدارات الأهلية المنتشرة في كل أنحاء دارفور.
الانتباهة