كشف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، تفاصيل جديدة عن آخر أيام النظام البائد.
وقال المهدي إن النظام البائد أعد العدة لقمع ثورة ديسمبر واتخذ لنفسه فتوى، وأكد أن الرئيس المعزول عمر البشير اخترق الجيش والشرطة وسلح المخابرات واتخذ الدعم السريع لحمايته، وأضاف بأن الطاغية البشير له فقه لوحده ولا يعرف شروط “القصاص”.
وأكد المهدي في منتدى صحيفة (الإنتباهة) اليوم “السبت”، أن اللجنة الأمنية عزلت البشير دون تخطيط وبإجراءات مرتجلة، وذكر أن المعزول أعلن ارتداء “الكاكي” وفض الاعتصام بنفسه. وقال إنهم تفاجأوا في اجتماع برفض مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش لفض الاعتصام بالقوة، وأضاف: “قوش من فترة طويلة كان لديه أجندة ضد البشير، وتابع: “قوش عندما تسلم المستشارية الأمنية طلب ناسنا ورفضنا”.
وكشف المهدي أن قوش أبلغه بتغيير النظام وتم القبض عليه، وقال: “تلقيت مكالمة قبل خطاب البشير للحضور ورفضت لأن البشير غير مأمون”، وأكد أن قوش لعب دوراً في عدم فض الاعتصام بالقوة، كما لعب دوراً في اللجنة الأمنية، وقال إن قوش في يده مآخذ كثيرة لكن في الوقت المناسب أكد عدم فض الاعتصام، وأنه كان باستمرار يرغب في تغيير النظام لانه افتكر أنه الوريث.
وأضاف: “قوش قال لي نحنا ما عندنا رأس تعال قودنا”، وذكر أنه عندما كان في السلطة بحث عن مسائل للتقرب للبشير، وأوضح أن قوش اعترف له بأنه تأمر عليه عند عودته من برلين.
وفي سياق آخر، وصف المهدي الوثيقة الدستورية بأنها جاءت مرتجلة وانعكست عيوبها على الفترة الانتقالية، وقال إن الذي اتُفق عليه فيه ارتجال وهشاشة، وأن مجلس السيادة يضطلع بمهام تنفيذية وخالف الوثيقة الدستورية، وأضاف بأن العناصر التنفيذية التابعة للتغيير صارت تتصرف دون الرجوع للمجلس القيادي، وتابع: “تبين لنا أن التحالف مآلاته للفشل لذلك جمدنا وجودنا بالتحالف”.
واعتبر المهدي أن تصرفات المسؤولين الآن فيها تناقض واختلافات، وقال: “الوثيقة الدستورية غير كافية واقترحنا استبدالها بدستور انتقالي”، وأكد أنه ما لم يعالج موضوع الإصلاح الأساسي للفترة الإنتقالية ستفشل، ورأى أن الفترة الانتقالية فيها من العيوب ما يضمن الفشل.
وقال إن من أهم مظاهر فشل الفترة الانتقالية المشكلة الاقتصادية، وأضاف بأن من عيوبها الخلافات بين المكونات السياسية حول اصطحاب رأي المؤسسات الدولية مما تسبب في شلل حالياً، واعتبر أن أداء مجلس الوزراء وتمدد مجلس السيادة من مظاهر الفشل.
وأكد المهدي أن التعديلات الوزارية ليست كافية لمعالجة مشكلة الأداء التنفيذي، وقال: “بعثنا لحمدوك: من فضلك لا تقوم بتعيين والٍ دون إقامة قانون”، واعتبر أن تعيين الولاة تم بمثل تسليم شخص حصان “بلا لجام أو سرج”، وقال: “سلمنا حمدوك قانون للولاة ومنحناه كل المساحة للتعديل أو التغيير”، وأكد أنهم لم يطلبوا تعيين أي والٍ، ورأى أن هيبة القوات المسلحة في الولايات ساعدت في الاستقرار، وذكر أن حمدوك وعد بدراسة مشروع قانون الولاة لكنه عينهم.
باج نيوز