تدفقت اخبار ومعلومات وتسريبات كثيرة غير مؤكدة عن ما يدور في الغرف المغلقة بين السودان من جهة وامريكا وإسرائيل من جهة أخرى حول ملف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الذي تستضيف اجتماعاته ابو ظبي.
تفسير اعتراضات حمدوك وحكومته على التطبيع هي بدون ادنى شك عبارة عن مناورة ليس إلا خوفاً من الشارع الذي معبء منذ فترة طويلة ضد التطبيع وبالتالي ياخذ في الاعتبار عملية التدرج وهو ما يتجلي بصورة واضحة في فكر حمدوك وحكومته إذ يعتبر التطبيع جزء من تفكير الحكومة الانتقالية. أما حديث وزير الاعلام كون الوفد الوزاري مع برهان غير مفوض للتطبيع مع إسرائيل يأتى في نفس السياق ويفسر ان هذا اللقاء هو لقاء أولى وإنما تتم عملية التطبيع عندما يتم التوقيع وقد وضع الامريكان حمدوك في موقف واحد وهو يجب عليك الاتصال بنتنياهو للتوقيع.
أما العسكريون فقد دعوا الي المحادثات حيث هناك التفاصيل ومن غير المستبعد ان يكون طالب العسكريون بوجود موظفين تنفيذيين في التفاوض ووافق حمدوك على ذلك،وبالتالي فإن مصالح حمدوك وعلاقته مع إسرائيل فالكل ياخذ دوره بشكل جدي.
ووفقاً الخبير والمحلل السياسي مصطفى مجذوب ان تفسير وقراءة ما تصدره الحكومة لا يعدو ان يكون محاولات من الحكومة لصرف أنظار الشارع عن تفاقم الأوضاع الاقتصادية بهدف التاثير بها على سعر الدولار وتتاجر بها أيضآ لكسب مزيد من الوقت وتجنب اي ثورة محتملة.
ويشترط السودان في المفاوضات التي تدور في ابو ظبي بشأن التطبيع رفع اسمه من قائمة الإرهاب ودعم الحكومة الانتقالية بمبلغ ٣ مليار دولار فضلاً عن تفعيل المصالح المشتركة مع الدول العربية فهل يقع السودان في فخ التطبيع مرة أخرى كما وقع النظام السابق في الفخ عندما وافق على فصل جنوب السودان ولم يتم رفع السودان من القائمة ولا ينسى الشعب السوداني قائمة المطالب الأمريكية اللامتناهية من الابتزاز.
ويرى مراقبون اذا كان ماصدر عن مايدور في التفاوض حقيقة لماذا يتم بيع السودان بثمن بخس. بينما يرى مراقبون آخرون ان اعلان بومبيو وطلبه من حمدوك الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
بالمقابل يتساءل الخبير والمحلل السياسي المهندس محمود تيراب هل اتجه الامريكان الي التعامل مع المكون العسكري في الحكومة الانتقالية بعد رفض حمدوك طلب بومبيو الاتصال بنتنياهو.
وهناك سؤال اساسي ومهم وهو ألن تؤدي مسألة التطبيع مع إسرائيل إلى تقسيم جذري للبلاد بين مؤيدين ومعارضين له أو إلى شرخ بين مكونات الحكومة الانتقالية؟.
الانتباهة