
كلما سمعت عن حادثة سرقة أمتعة بمطار الخرطوم، داهمني شعور بالخجل والحياء على ما يحدث ببلادنا، فالمطار هو واجهة الدولة ويعكس مدى تحضرها وانضباطها ومدى وعي سكانها لذلك نجد الشماتة والاستهتار في عيون كل من هب ودب من شعوب الدول الاخرى ونشعر بالخزي والعار كلما اساء الينا أجنبي ولهم الحق طالما ان واجهتنا تعكس مدى تخلفنا وخفة ايدي بعض عمال واجهتنا بطريقة تؤكد اننا مازلنا منغمسين في الجهل والتخلف والمرض بشتى انواعه فالسرقة في حد ذاتها نوع من انواع المرض .
شعرت بالخجل والإحراج الشديد حينما تابعت مقطع فيديو لركاب الطائرة التركية الذين وصلوا لمطار الخرطوم وبينما هم ينتظرون امتعتهم التي تأخر وصولها قليلاً فاذا بهم يتفاجأون بان الامتعة قد تعرضت للسرقات واكتشف عدد كبير من الركاب تعرض حقائبهم للكسر وفقدوا ممتلكاتهم والبعض وجد الحقائب مفتوحة وقد تم تقليب محتوياتها وبعثرتها بحثاً عن كل ما خف وزنه وغلا ثمنه بالله دي بلد دي ياخ حرام والله وعيب كبير إذا صح ما جاء بالفيديو !!
ما يحدث يعني ان هنالك غيابا تاما لكل الاجهزة الامنية بالمطار فلا مراقبة ولا متابعة ولا اي آليات ضبط وهذا يفسر اسباب تزايد كميات المخدرات المنتشرة بالبلد فاذا كانت السرقات لأمتعة مجموعة من الركاب تحدث بتلك الطريقة فما المانع من تسرب كميات كبيرة من الهيروين والكوكايين والافيون والكبتاجون وغيرها من المخدرات الى داخل السودان وأزيدكم ان ازمة البلد مازالت قائمة بسبب استمرار عمليات التهريب فهذا الامر يجعلنا نؤكد على ان التهريب مازال مستمراً على عينك ياتاجر ولا رقيب لاتقولو لي سلطة طيران مدني ولا اي سلطة اخرى، لا وجود لكم بالمطار فان كان هنالك وجود لقوات تأمين بالمطار فهذا يعني انها قوات متواطئة مع المهربين واللصوص وإلا فبماذا تفسرون ما يحدث وتحديداً سرقة امتعة ركاب التركية قبل يومين يجعلنا نشير بوضوح الى مدى الانفلات الامني الذي تعانى منه واجهة البلاد ممثلة في مطار الخرطوم .
والآن ابشركم بانه ومنذ شهرين حتى الآن هنالك عدد كبير من شركات البريد والشحن الجوي قد اوقفت خدماتها في توصيل الطرود والمراسلات الى السودان بسبب السرقات التي تحدث بمطار الخرطوم وعدم ضمان وصول الطرود لأصحابها كاملة دون المساس بها، وأزيدكم من الشعر بيت توقفت جميع شركات الشحن الجوي والخدمات البريدية بتركيا للسودان حتى آخر شركة كانت تعمل توقفت تماماً وقامت بمخاطبة السفارة السودانية بأنقرة رسمياً معلنة توقفها عن العمل بالسودان وبررت الاسباب بانها باتت لا تضمن وصول المراسلات كاملة لأصحابها بسبب السرقات والاعتداءات التي تستهدف الامتعة بمطار الخرطوم، بالله شوف جنس ده يا للفضيحة ويا للعار معقول يكون الشركات العاملة بالمطار بتعين الحرامية والنهابين وقطاع الطرق ورونا بالله الحاصل شنو مش المفروض يكون التعيين بمطار الخرطوم مثل التعيين للأجهزة الامنية لا يتم الا عبر تحريات تجمع حول الراغب في العمل بالمطار ؟؟ ورونا البيحصل ده شنو يا ناس هوي .
نحن الآن بحاجة لمعالجة عاجلة بتكوين قوات مشتركة قلنا مشتركة لان التنوع مفيد في حالة المراقبة ومنع السرقات نريد نشر اكبر عدد ممكن من القوات ممثلة في قوات جهاز الامن والمخابرات الوطني وقوات الشرطة والمباحث والاستخبارات العسكرية والقليل من قوات سلطة الطيران المدني لانها دي بالذات اثبتت فشلها في مراقبة المطار والسيطرة عليه والدليل على ذلك تنامي السرقات بصورة ملحوظة بان آلت اليهم مراقبة المطار وهذه ليست آخر مشاكل المطار وسيكون الملف مفتوحا وسنغوص بداخل المطار لنخرج لكم بالكثير المثير .
الانتباهة