فتحت ثورة ديسمبر المجيدة أبواب المجد للسودانيين إذ أعادت توحدهم على قلب رجل واحد في مواجهة الاستبداد وشظف العيش، وفتحت أمام ناظريهم امال واحلام سودان ما بعد الثورة وهو سودان وفقاً لشعارات الثورة نفسها وطن يتنفس مواطنوه الحرية ويستنشقون العدالة ويعيشون في أمن وأمان لا يخشون على سلامتهم لومة لائم. وبعد مرور العام الأول للثورة اكتشف الثوار ان شعارات الثورة قد تم القفز عليها في ظل الفوضى السياسية وأصبحت هذه الشعارات مطية لتحقيق أهداف البعض الذين طبقوا المحاصصات وسعوا للحصول على السلطة باي طريقة وخرجوا المواكب لتحقيق هذا الغرض، بدلاً من العدالة ولم تسلم الوثيقة الدستورية من التعدي عليها من خلال محاولات التزوير والتعديل، إلى جانب محاولات تخريب جهود السلام بجوبا التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو من خلال الكيد السياسي. اصبحت الفوضى السياسية هي شعار المرحلة الانتقالية، وعد مراقبون لاداء حكومة الفترة الانتقالية ومكوناتها السياسية تصرفات الحرية والتغيير تفتقر الي النضج السياسي والمسئولية والحكمة، حيث تخلت عن مهمتها الأساسية وفشلت في معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وانصرفت عن مطلوبات الشعب في حل أزمة المواصلات ونقص الوقود والدقيق وبات الشارع يسأل عن ضياع روح الثورة وعن من الذي عمل على تفويت الفرصة على الشعب السوداني لجمع كلمته وتوحيد صفوفه. وبدأ النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون علنا عن من سرق ثورتهم وحاد بها عن أهدافها وينظرون الي خلافات الحرية والتغيير وتجمع المهنيين من جانب والصراع بين أحزاب الحرية والتغيير مما أدى إلى استقالة ابراهيم الشيخ الرئيس القيادي بقوى الحرية والتغيير والرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني وانسحابه من المشهد السياسي وليس ببعيد حديث احد قادة حزب البعث احد مكونات الحرية بأن قرارات الحكومة أصبحت تطبخ بعيدا عنهم، فضلاً عن خلافات حزب الامة القومي والحزب الشيوعي