“صيد الخاطر” .. “السودان وبني اسرائيل.. حفريات معرفة ام رياح مصالح؟” .. “محمد امين ابوالعواتك”

463views
بداية التدبر عندي كانت من الكتاب القيم (في رحاب الرسالة) لمولانا الشيخ النيل ابوقرون الذي تم الاحتفاء به في اكثر من بلد ومنصة، وتمت ترجتمه الي اللغه الانجليزية ، والكتاب يتحدث عن وحدة الرسالات السماوية ومقصدها واسلوب الدعوة وكيفيتها والتشريع، وتواصل اهتمامي من بعد في حفرياته المعرفية في كتاب “نبي من بلاد السودان” في بداية العام حتي 2010 فصرت انظر لتفاصيل مشهد الحراك البشري علي مسرح الاحداث بمعطيات جديدة لفتوحات معرفية خارج اطار الصندوق المعرفي او مابين يدي الناس والفوه، وللدلالة يمكن للمهتم ان يتابع الفعاليات المتكررة التي تقيمها احدي طوائف “بنو اسرائيل” …اكرر احدي الطوائف الاسرائيلية ضد “دولة اسرائيل” في جميع انحاء العالم والذين يتضامنون مع اخوتنا الفلسطينيين ويدعون الي عدم الاعتراف بدولة اسرائيل “الصهيونية” لانها غير شرعيه وتخالف صحيح التوارة الذي هو (دعوه) وليس (دولة)!!
اتتبع كذلك اتجاهات رياح مصالح السلطان في بلادنا منذ زمان مبكر في التواصل في هذا الاتجاه علانية او استحياءا ، والتطور الاهم حول ماتم مؤخرا علي صعيد علاقات السودان مع اسرائيل واللقاءء النوعي لرئيس مجلس السيادة السوداني مع رئيس الوزراء الاسرائيلي في عنتبي وما تلاه من وجهات نظر متباينة ، وتجدني لا اشارك الاخرين الحيرة او الحرج في هذا الامر فهو موضوع تعامل للسودان مع دولة تفهم ( الدين) بصورة غير صحيحة وانه (سلطان) كحال العديد من الدول الاخري التي نتعامل معها، صحيح هي تعتدي علي جغرافيا عزيزة علينا ولها حقوقها المشروعه التي لاتسقط ولايقول او يؤمن احد بذلك، الا انه يجب التركيز علي ماهو اهم ايضا في ان فهم (اخوة) لنا اخرين في نفس تلك الجغرافيا (للدين) انه (دولة وسلطان) ، لذا عندما تنظر للامر بكلياته او في صورته الكلية فانك تجد بان السودان يتعامل مع دول عديدة تماثل هذه الحالة بصورة عادية وفيها من يعتدي علينا وايضا من فهمه للدين بذات الطريقة السلطانية!!
هذا الموضوع ينظر اليه العديد من الناس بحساسية متوهمة الا ان وضعه في اطار الفهم الكلي الصحيح والفكر المتعمق في وحدة الرسالات السماوية ومقصدها والعلاقات بينها كما أوضحت في البداية يجده معركة في غير معترك ويتبين انه موضوع جانبي لموضوع آخر أهم هو أن الدين (دعوة) وليس( سلطان ودولة) محددة جغرافياً يستفتي الناس علي دستورها الذي هو عرضة للتعديل والتبديل وهو امر لاينطبق علي كلام الله المقدس.
قادني ذلك ايضا الي تتبع اثارهم وتابعت قبل سنوات مؤتمرا في كيمبردج لمجموعه من المستنيرين من (الذين هادوا) الذين ينشطون فكريا في مناهضة الدولة الصهيونية ويرغبون في حوار أهل الايمان في كل الرسالات السماوية الاخري موضحين ان تفسير مصطلح (اليهود)… لايشمل وفق تفسيرهم “المؤمنين” من “الذين هادوا” العاملين بالتوراة والمناهضين لفكر الدولة الصهيونية وهو مايطابق قول الله تعالي: (.. منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء مايعملون) فتتضح اهمية مشكلة المصطلح هذه عند بعض (الغلاة) عندنا في بلاد اهل الرسالة الخاتمة في الخلط بين .. “بني اسرائيل” و “الذين هادوا” و “اليهود”.. في الدعاء مثلا (اللهم دمر اسرائيل) وبتدبر قليل نجد انهم يدعو علي( نبي) من انبياء الله وهو سيدنا يعقوب عليه السلام الذي هو اسرائيل وليس من قصد بالدعاء وهي الدولة الصهيونية المعتدية!!
