أصيب عدد من المحتجين في تظاهرات خرجت اليوم الخميس بالعاصمة السودانية الخرطوم، احتجاجاً على إحالة عدد من ضباط القوات المسلحة من بينهم الملازم أول محمد صديق الذي يعده الثوار أحد أعمدة ثورة ديسمبر من القوات المسلحة. وتبنى عدد من الناشطين الدعوة لمليونية “رد الجميل”، اليوم والتي جاءت في أعقاب إحالة الملازم أول محمد صديق للتقاعد ضمن كشوفات القوات المسلحة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين، أدت الى اصابة عدد من المحتجين بعد عمليات كر وفر بين القوات النظامية والمحتجين في تقاطع شارع الجمهورية مع شارع القصر بوسط الخرطوم قرب القصر الرئاسي. وشهد موقف جاكسون بالخرطوم وشوارع منطقة مؤدية إلى القصر الرئاسي تجمعات للمحتجين لتنفيذ، لكن الشرطة فرقت المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع مع اصابة عدد منهم. ويطالب المحتجون بإرجاع المفصولين للخدمة وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وإزالة تمكين عناصر النظام البائد من مفاصلها وبناء جيش وطني قومي.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن د. عامر محمد الحسن في تصريح أن القوات المسلحة تتحسب لأي تحركات في محيط القيادة العامة، لكنه نفى في الوقت ذاته اغلاق شارع القيادة في وجه حركة المرور.
ورفع المحتجون شعارات منددة للقوات المسلحة من ضمنها “الرهيفة التنقد” وهو المصطلح الذي ارتبط بالملازم أول محمد صديق إبان اعتصام القيادة العامة.
وأصدرت القوات القوات المسلحة تعميما امس أوضحت فيه وقائع وأسباب إحالة الملازم أول محمد صديق، مؤكدة ان أمر إحالته للتقاعد للمعاش أمراً حتمياً للحفاظ عليه وعلى سمعة القوات المسلحة. وقال العميد د. ركن عامر محمد الحسن الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة في تعميم صحفي حصل عليه (سودان برس)، أن المذكور له (3) مخالفات عسكرية تندرج تحت مخالفة الأوامر المستديمة وعدم إطاعة الأوامر حسب قانون القوات المسلحة لسنة 2007م تعديل 2013م ، تاريخ ارتكاب هذه المخالفات في 17 مارس 2019م و29 يوليو 2019م على التوالي.وأضاف التعميم أن ملف المذكور يفيد بممارسته الاتصال ببعض الجهات السياسية وأنه كثير التعذر بالبلاغات المرضية خاصة أثناء تمضية دورات المظلات المتنوعة والتي خضع لها وبسبب ذلك لم يستطيع إكمالها.وكشفت القوات المسلحة أن المذكور قام بتحريك مركبة مسلحة بها أفراد إلى قسم شرطة الحاج يوسف وأعتدى بالضرب والإساءة على ضباط الشرطة وإتلاف معدات ، بناءً على هذا التصرف غير المسؤول فتحت في مواجهته ثلاثة بلاغات مازالت مفتوحة.
وأدان تجمع المهنيين بأقوى العبارات الاستخدام المفرط للعنف والقمع، الذي استخدمته قوات الشرطة ضد المواكب المليونية السلمية المطالبة بإعادة هيكلة القوات المسلحة ورد الجميل لشرفائها.وقال ما حدث اليوم سقطة كبيرة تكشف عن استمرار توجه قيادات الشرطة وعملها بذات عقيدة النظام البائد، وميل السلطة القائمة لمصادرة حق التعبير بالطرق الوحشية، وهي ممارسات تشبه الحملات الانتقامية، تم التلويح بها مسبقاً في تصريحات عديدة من عناصر في المجلس السيادي ومجلس الوزراء تحت دعاوى تنظيم التظاهر.وأكد تجمع المهنيين السودانيين على مؤسسات السلطة الانتقالية الحالية في مجلس الوزراء ومجلس السيادة بضرورة وقف القمع فوراً والاستجابة لكافة المطالب المذكورة أعلاه، والإسراع في تكملة هياكل السلطة الانتقالية لرفع المعاناة عن شعبنا، وتبقى كل خياراتنا مفتوحة في حال التلكؤ أو الاستمرار في مسلسل العنف والقمع ضد بنات وأبناء شعبنا العظيم.