حسنا تفعل الحكومة عبر القطاع الخاص بالاتجاه نحو الشراكات الاستثمارية بعيدا عن وضع ( كل البيض في السلة الواحدة ) بالانغلاق في علاقاتها مع امريكا والدول الغربية فقط ، بحيث تتجه نحو عقد شراكة مع رجال المال والاستثمار الروس . وهي خطوة سليمة نحو الانتقال بالاقتصاد الي حالة من التنوع الشامل في المصادر والدول بحيث يرى الكثير من المراقبين اهمية الخطوة في اتجاه الحكومة نحو دول غير امريكا ومحيطها الغربي لما عرف من الاجندة والمصالح السياسية للادارة الامريكية ودول الغرب جميعا وكيف تسعى الحكومة الي استرضاء هذا المحور منذ انتصار الثورة ولاتجد منه سوى الوعود البراقة لهذا يرى المراقبون والحادبون علي المصلحة الوطنية ضرورة تنوع الحكومة لمصادرها الاقتصادية وعلاقاتها السياسية وان لا تكون رهينة لمحور واحد اعطاها او منعها وقد استبشر الجميع بلقاء المهندس هاشم صلاح مطر رئيس مجلس التسيير لاتحاد عام اصحاب العمل السوداني بمكتبه بسعادة ميكولاي ايفيرستوف رئيس الجانب الروسي بمجلس الاعمال الروسي السوداني حيث بحث اللقاء سبل واليات تعزيز علاقات التعاون بين قطاعات الاعمال بالبلدين عقب مرحلة التغيير التي شهدتها البلاد بما يعزز مصالح الشعبين . اللقاء تناول ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق بين الاتحاد والغرفة التجارية الصناعية لروسيا الاتحادية لانجاح فعاليات منتدي الاعمال “روسيا والسودان .. آفاق جديدة للتعاون” والمقام بالخرطوم علي هامش انعقاد اعمال الاجتماع السابع للجنة الحكومية السودانية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي خلال الفترة من 10 – 12 مارس المقبل بالخرطوم بمشاركة ممثلي قطاع الاعمال من البلدين . كما ناقش الاجتماع ايضا القضايا الرئيسية التي ستتناولها اعمال المنتدي فى مجالات التعاون المصرفي وانشاء سلسلة عالية التقنية لشركات روسية سودانية والصادرات الروسية للسلع الاستراتيجية كالقمح والمنتجات النفطية والاسمدة والاليات الزراعية وقطع الغيار ، كما طرح مقترح لتوقيع مذكرة تفاهم بين الاتحاد والغرفة التجارية الصناعية بروسيا الاتحادية . الاتجاه الي توسيع التعاون مع روسيا وان جاء من باب رجال الاعمال الا انه سوف يقدم دفعة نوعية قوية الي الاوضاع الاقتصادية السودانية التي هي في اشد الحاجة الي تنوع العلاقات بعيدا من انغلاقها مع الجانب الاوروبي الذي يسعي الي الاستفادة من خيرات البلاد دون تقديم مساعدات حقيقية في المجالات الحيوية التي تعمل علي تطوير قدرات البلاد نحو النهوض والتنمية الحقيقية . بدل ان تسعي لتشغيل ميناء بورسودان الميناء الرئيسي للبلاد وجني ثماره دون تطوير القدرات المحلية كما تفعل بعض الدول الاوربية فان روسيا تمد يدها بشراكات حقيقية تعمل علي تطوير قدرات البلاد وتنميتها عبر رجال الاعمال الوطنيين . وهو اتجاه يزيح العبء من كاهل الحكومة في انتظار الدعم الاوروبي الامريكي الذي طال انتظاره . وتنوع في مصادر التمويل نحو دول لا يمتلك تاريخها عملا استعماريا واستغلاليا للسودان بما يؤهله للتعامل بندية واستثمار علاقاته المشركة معها في اختراق كتل اقتصادية كبيرة كدول البريكس وامريكا اللاتينية وغيرها من العلاقات التي يمكن ان تحدث توازن حقيقي وتحولا اقتصاديا كبيرا و ايجابيا لمصلحة البلاد الوطنية العليا