الحالة الاقتصادية والغلاء الذي تعيشه البلاد خلف اوضاعا معيشية بالغة التعقيد بالنسبة للمواطنين خاصة العاملين بالدولة ومحدودي الدخل بحيث استحالت الحياة بالنسبة لهم لعدم ايفاء ما يتقاضونه من اجور واستحقاقات بابسط مقومات الحياة اليومية فتضاعفت معاناتهم ومعاناة اسرهم . لهذا لا نتوقع ان يكون اضراب عمال سكك حديد السودان قطاع الحركة والتشغيل المفتوح عن العمل اعتباراً من صباح الاثنين الاسبوع الجاري ، والذي توقفت على إثره حركة سير قطارات البضائع والركاب من وإلى الولايات بالإضافة إلى توقف حركة القطار المحلي لولاية الخرطوم وتكدس عدد من المواطنين المسافرين على متن القطار إلى مدينتي عطبرة وودمدني كما اكتظت صالات المحطات الفرعية لمستخدمي القطار المحلي داخل ولاية الخرطوم في خطي بحري والخرطوم. علي الرغم من ان ذلك يزيد من معاناة المواطنين ولاشك الا ان عاملي السكة حديد معذورين في لفت انتباه الدولة الي الاوضاع المأساوية التي يعيشونها بشهادة واعتراف الجهات المالية والمختصة في الدولة نفسها حينما اعلنت الحد الادنى للاجور في حدود الثمانية الف تزيد ولا تنقص . هذا هو الرقم الذي تواضعت عليه الجهات المعنية بالدولة وقيادات المنظمات العمالية وان كان لايرضي الطموح الا انها افضل من اوضاع العمال الحالية . ومع ذلك لم تف وزارة المالية بما وعدت به جموع الشعب السوداني بزيادة المرتبات في ميزانية 2020 م مما خلق احباطا عاما وسط العاملين بالدولة وسوف يخلف مثل هذه الاحتجاجات وسط مجاميع العاملين وفئاتهم المختلفة ولئن بدأت اليوم بعمال السكة حديد سوف لن تقف عندهم . ولايخفى ان السكة حديد من القطاعات الحيوية ، خاصة في ظل ماتعاني منه الدولة من صفوف للمواد البترولية والغاز والدقيق ، وكلها ذات اهمية ، تسهم السكة حديد في ترحيل نسبة كبيرة منها ، بما يزيد من الازمة تعقيدا باضراب العاملين فيها . وربما يقود الي مجاعة حقيقية اذا توقف النقل البري الرديف ( المركبات العامة ) لعدم توافر الوقود حينها اذا ازداد شح المواد الضرورية من وقود ودقيق الخبز ربما تقود الاوضاع الي اضطرابات لا تحمد عقباها الحكومة في غنىً عنها لانها سوف تزيد من عزلتها امام الجماهير وعزلة حاضنتها السياسية ايضا لعدم تمكنها من معالجة الاوضاع . فهل يقود اضراب العاملين بالسكة حديد الي تفاقم ازمة الوقود ودقيق الخبز وشح بقية المواد التموينية ؟! او يؤدي الي ارتفاع وتيرة الاضرابات العمالية وتجددها ضد حكومة قحت ، والتي سوف لن تقوى علي توسع الاضرابات العمالية ؟! والسؤال المهم هل هنالك بعض من احزاب قحت تستثمر في هذه الورقة الرابحة ؟! اضراب العاملين بالدولة ؟! هل هنالك اتفاق خفي لاسقاط حكومة حمدوك وسياسات البدوي المالية ؟!