غير أبهة بنصائح الكثيرين من الخبراء الاقتصاديين وببيانات حاضنتها السياسية قوى إعلان الحرية والتغيير بدأت حكومة حمدوك بيع الديذل بأسعار تجارية أسوةً بالبنزين مما يؤكد دخول الحكومة في عملية الرفع التدريجي للدعم الحكومي عن المحروقات إن وجد مما يعني أن المواطن السوداني مقبل على جحيم إقتصادي لايطاق بإرتفاع كل أسعار السلع الاستراتيجية الاستهلاكية كالدقيق والسكر والصابون والعدس وغيرها التي بالفعل ترتفع يومياً جراء الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه السودان الان ومع قدوم شهر رمضان المعظم سيعاني المواطن بالفعل جحيم إرتفاع أسعار السلع والخدمات.
وهناك عدة أسئلة مهمة للغاية تطرح نفسها أولاً : لماذا لم تعمل الحكومة لتنفيذ نصائح الخبراء الاقتصاديين بالعمل على بدائل إقتصادية تستعيض بها عن رفع الدعم عن المحروقات والدقيق كإستغلال موارد السودان الاقتصادية الضخمة التي يتمتع بها السودان الذي هو ليس بالقطر والبلد الفقير مثل إستغلال الذهب وتصميم بورصة له ومنع تهريبه وإستغلال ثروات السودان الضخمة من الاراضي الزراعية الخصبة وكذلك الثروة الحيوانية وتشييد مصانع المنتجات الحيوانية (اللحوم – الجلود – الالبان) وتطوير السياحة على ساحل البحر الاحمر وتطوير مطار الخرطوم.
ثانياً : لماذا بدلاً من كل تلك البدائل إتجهت حكومة حمدوك للخارج ورهن إرادة البلاد وسيادتها للخارج مقابل الحصول على مساعدات إقتصادية يمكن الحصول عليها بالداخل من ثروات السودان الطبيعية والبشرية.
ثالثاً : رفع الدعم عن السلع والخدمات بصورة كاملة في شهر مارس القادم بغض النظر إن كان قراراً صائباً أو خاطئاً فسيحدث ثورة كبيرة وسط أبناء الشعب السوداني إذ ستدخل العديد من الاسر السودانية تحت خط الفقر ولن يستطيع الكثيرين العيش بكرامة في وطنهم فكيف سيواجه حمدوك وحكومته هذه الثورة عندما يخرج الشعب بذات المطالب التي دعته للخروج على النظام البائد وهي الضائقة المعيشية والانهيار الاقتصادي ولماذا فقد حمدوك الثقة في حاضنته السياسية قوى إعلان الحرية والتغيير عندما قرر عدم الاستجابة لنصائحهم بعد الشروع في الرفع التدريجي للدعم عن الدقيق والمحروقات ؟؟؟
وهناك سؤال مهم ثالث على من سيعتمد حمدوك في مواجهة ثورة الجياع القادمة إذا تم رفع الدعم كاملاً ؟؟
هذه الاسئلة المهمة للغاية إذا لم تجد الاجابة عند السيد رئيس الوزراء أعتقد انها ستتسبب في الاطاحة به وبحكومته بأمر مباشر من الشعب السوداني.
302