قال دبلوماسيون وخبراء مياه، أن تحركات الجيشين السوداني والمصري ومناوراتهما المشتركة، أجبرت إثيوبيا على التراجع عن تعلية سد النهضة.
في نهاية مايو المنصرم، قال رئيس هيئة الأركان بالجيش السوداني محمد عثمان الحسين، عند ختام مناورات “حماة النيل” للجيشين السوداني والمصري، إن التعاون العسكري بين البلدين يشهد تطورا مستمرا.
وذكر محمد عثمان الحسين، خلال مؤتمر صحفي بمناسبة انتهاء المناورات انذاك، أن هذه الأخيرة “تأتي في إطار التعاون العسكري المشترك بين الجيشين”.
وأضاف “نهدف لرفع القدرات القتالية للقوات لتشكل رادعا للمتربصين والأعداء ومسايرة للتهديدات المتوقعة وليس استهدافا لأحد”.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إبراهيم الشويمى، إن مصر لا تعول على تصريحات وزير الري الإثيوبي سيليش بيكيلي والتي قال فيها إن إثيوبيا لن تتمكن من بناء السد هذا العام وأنه سيتم الرفع لـ573م فقط، مشددا على أنه لا يجب أن نعول على تلك التصريحات مطلقا، لأنها متضاربة ولم ترسل لمصر في بيان رسمي، مؤكدا أن مصر لا تريد هذه التصريحات ولا تعول عليها، مشددا على أن الموقف الرسمى لمصر والسودان هو الوصول لاتفاق قانوني ملزم يتضمن طرق ملء وتشغيل السد وإدارته بكامل التصرفات المائية بشكل قانوني متفق عليه مسبقا.
وأوضحت السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إثيوبيا لن تستطيع بناء سد النهضة بالمعايير التي أعلنتها، موضحة أن إثيوبيا لديها مشكلات فنية وتنفيذية وليس لديها الإمكانيات والقدرات التكنولوجية لبناء أكبر سد في أفريقيا ومن أكبر السدود بالعالم كما تريد.
وأكدت أن الوضع الحالي يجعل إثيوبيا تتشجع بالدخول في مفاوضات حقيقية بحسن نية للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يرضي ويحقق مصالح الدول الثلاث والوفاء بالاحتياجات التنموية للدول المشاركة في مياه النيل الأزرق ويرسخ الأمن والسلامة للسد، مشددة على أن قضية سد النهضة قضية وجودية لدولتي المصب وبالتالي لن يتغير موقفها من تصريحات من هنا وهناك.
وأوضحت جيلان علام، أن “مصر تتابع الموقف بجدية وموضوعية وتتحقق من كل التصريحات التي يتم إصدارها من المسؤولين بإثيوبيا وذلك لضمان عدم تضررها من التصرفات الإثيوبية إلى حين تيقن الجانب الإثيوبي بضرورة التفاوض وصولا إلى اتفاق ملزم خاص بالإدارة والتشغيل والمتابعة المشتركة لتصرفات النهر تحت جميع الظروف”.
فيما رأى وزير الري الأسبق محمد نصر الدين علام، أن “تصريحات وزير الري الإثيوبي تعد خضوعا لتحركات مصر والسودان الدبلوماسية والقانونية والعسكرية والتي جعلت إثيوبيا تتراجع عن تعلية السد والملء الثاني بالمعايير التي أعلنتها سابقا”، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الري الإثيوبي قال فيها إن إثيوبيا بنت 563م وستقوم بتعلية 573 مترا خلال الشهر المقبل وهو ما يجعلها تملأ 3 مليارات فقط بدلا من 13 مليار في يوليو المقبل، واصفا ذلك بأنه “خضوع للإرادة المصرية والسودانية على جميع الأصعدة”.
وأكد علام، على أن مصر نجحت فى تحجيم التعنت الإثيوبي وإصراره على الملء الثانى بالمعايير التى كان يتحدث عنها بتعنت وعنجهية سابقة وأن تراجعها يعد انحيازا لمصر وتحالفها القوى مع السودان دبلوماسيا وعسكريا، مؤكدا أن إثيوبيا لن تستطيع خداع مصر خاصة أن الأجهزة المعنية تراقب عن قرب جميع التحركات الإثيوبية على أرض الواقع، لافتا إلى أن “تحرك الجيش المصري ومناوراته العسكرية مع الجيش السوداني كان لها مردود وألف حساب لقوة الجيش المصري والسوداني”.
وشدد علام، على أن “الجيش المصرى لن يتراجع عن دوره العظيم فى الحفاظ على الأمن القومي والمائي للقاهرة والخرطوم وذلك حتى الوصول إلى الاتفاق القانوني والملزم”.
أخبار اليوم