هي غرب كردفان الحبيبة سرة كردفان الكبرى،هي الخوي والاضية وغبيش وود بندة والفولة الحميرة شبيهة لندن رغم أنف الظروف،هي التي غنى لها عبد القادر سالم من كلمات فضيلي جماع :جيناكي زي وزين هجر الرهيد يوم جف،والله ما هجرناك لجفاف اصاب رباك المخضرة ولا طلبا لجاه أو سلطان نطلبه في الخرطوم الغبراء ذات المتاريس،مدينة الأشباح التي باتت بلا أرواح، وصرنا بها رهائن ثلاث محابس وليس محبسين، الغلاء والمتاريس والكورونا صنيعةالبشر ، قاتل الله المتسبب في الثلاثة معا،وأنا والله يوميا (اجابد ) أشواقي للأهل ولريحة التراب في كردفان الأنيقة التي خنقتني العبرات يوما وانا ارتدي الزي الرسمي وقد اجبرتني الظروف أن اعبر بها جوا وبرا ثلاثة مرات لظروف عمل طارئة دون أن اطأ ثراها أو أزور الأسرة فبكيت وطبطب جاري العجوز على كتفي المتوشح بالكاكي وبعض الأوسمة ولم ينطق بكلمة لانه رأى في نشيجي شيئا أكبر من الحديث فآثر الصمت.
جيناكي زي وزين،نعم أكثر من أربعة سنوات عجاف لم ازر بواديها الأنيقة ومدنها ذات الطابع الريفي المتمدن بلا رياء أو تطاول والناس (تتعاوك) في الحلوة والمرة،نعم رغم الحداء(ما تطولوا الغيبة) الا أنني أطلت الغيبة لظروف اسرية وعملية وأخرى قهرية هو تقصير اعتذر عنه ولكني أعي تماما أن شبابا (يسدون عين الشمس ) هم هناك يعملون بلا من ولا اذي يقدمون أرواحهم فداء ترابها لذا فإن تقصيري لا ينقص من القها شيئا،جيناكي زي وزين عاد إلى الرهيد وقد وجده انيقا مترعا بالنماء والخضرة والجمال.
جيناكي زي وزين يحن إلى حضنك الدافئ وارضك المعطونة بالصحة والعافية والحب ،الحب بلا من ولا مقابل
الغريبة أنه في يوم من أيام ابتداري سلسلة اعمدة (القطط السمان في غرب كردفان) والتي حملت الي الكثير من الغبائن، في تلك الأيام اتصل بي صديق مشفق يقول :اتصل بي أحدهم يسألني في تهديد مبطن لك :(انت صاحبك دا تاني قايل نفسو ما بيجي الولاية؟) فاجبته أنه ولغرابة الصدف أنني الآن في طريقي إليها…..جيناكي زي وزين.
ثم ماذا؟
نعم هي مقدمة للاعتذار لك أيتها الأرض الطيبة عن غيبة لم اخطط لها وهجران لم اقصده لذا سيكون اللقاء دافئا والحنين دافقا وساغني الليلة يستقبلني اهلي ،لعلي أجد بعضا من عزاء وعلي أجد بعضا من المساحة لاقدم القليل مما قصرت فيه واجد الكثير مما افتقدت ،نعم هنالك تغييرات هنا وهناك وبعضا من قصور وليس تقصير ولكن ما أتمناه هو أن أجدك موفورة النماءفائحة العبير كثيرة العطاء،كردفان حبيبتي …..جيناكي زي وزين
افتحوا اشرعة الاشواق وافرشوا الأرض بالحصى
فلقد اطل اخيرا ذلك الولد العاق.
ابدا والله انا من اكثر أبناءك برا حبيبتي كردفان لذلك …….جيناكي زي وزين.