مميزالمقالاتعمر الكردفاني

بيت الشورة عمر الكردفاني وزارة الداخلية والدروس المستفادة

209views

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

وزارة الداخلية والدروس المستفادة

لاشك أن العمل الدستوري بالبلاد ارتبط بالوجاهة والفوائد المرجوة من المنصب حتى أن اساطين التشريع أصبحوا يصفون السلطة بأنها (كيكة) أي وجبة خفيفة سريعة التحضير والهضم ولا ادري لم لم تسمى (اندومي) اطبخيها في دقائق ياكلوها في ثواني.
سقت هذه المقدمة لاني حقيقة قليل التجربة فيما يختص بالعمل داخل الوزارات ،فقد كنت صحافيا مستقلا (جربنديا) ليس لي سيد سوى الشارع العريض ومثلي كثر بالطبع وحتى ابان تغطيتي لأنشطة رئاسة الجمهورية كنت ممن يرافقون الرئيس إلى سوبا وكوبر وكادوقلي وسنار والدمازين اما إذا كانت السفرية خارجية فابناء القصر الحقيقيين يظهرون حتى ان الواحد منهم لديه عدة جوازات سفر أحدها في القصر والاخر في المنزل والثالث في الجيب ،والحمد لله لم أحظى بمتابعة لصيقة لأنشطة وزارية الا وزارة الداخلية في عهد السيد الوزير خليل باشا سايرين الذي علمت من خلال نشاطه أن وزارة الداخلية هي ام الوزارات من حيث العمل الداخلي إذ أن على وزيرها التنسيق مع جميع الوزارات وعليه أن يقف على أحوال المواطن (الداخلية) في كافة الأحوال ، فقبل أيام شهدت أسبوعا واحد دعني عزيزي القارئ أن اسرد عليك وقائعه:الجمعة عاد السيد الوزير من طرابلس السبت عقد مؤتمرا صحافيا لسرد وقائع المؤتمر الذي شهده بطرابلس الاحد كان عطلة رسمية الاثنين الجلسة الدورية للجنة تنفيذ مخرجات ورشة ضبط الوجود الأجنبي الثلاثاء كان تدشين إحدى مراحل تسليم الأدوية للمستشفيات العسكرية دعما لمعركة الكرامة الاربعاء كان المنبر الدوري للوزارة مستضيفا قوات السجون الخميس كان طواف السيد الوزير على مراكز إيواء نازحي الحرب وتقديم معينات ايوائية دوائية وغذائية لهم .
بالطبع نحن في المنبر الاعلامي كنا حضورا في جزء من البرامج أما الوزير فقد كان حضوره فيها جميعا ، (لذلك هربت انا إلى مصر )
نعم هذا نشاط لاسبوع واحد فقط لوزارة الداخلية ما يفسر الدور الكبير لهذه الوزارة والذي كان خافيا على الكثيرين ما يعطينا فكرة مفادها (إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام).
نعم نحن على مرمى حجر من انتهاء هذه الحرب اللعينة المفروضة علينا وهي الفرصة الأخيرة لنا كسودانيين أن نعي الدرس وان نضع وطننا نصب أعيننا وان نضع أيدينا على أيدي بعض لبناء سودان ما بعد الحرب ومن أهم الدروس أن نختار وزراء في همة السيد وزير الداخلية الذي كشف لنا أن الوزير يجب أن يكون موظفا عاديا يقف بنفسه على جميع الأنشطة يوجه هذا ويشيد بذلك ويمد يده الجميع مسلما وان يفتح بابه للاعلام لكل قادح ومادح وفي حالة وزير الداخلية فحديثه الإعلاميين كان واضحا :إذا فعلنا خيرا فهو واجبنا وإذا اخفقنا فلتكتبوا عنا حتى نعالج الخطأ ،وانا لست حريصا على هذا الكرسي ولولا الظرف الذي تمر به البلاد لما رضيت بالمنصب في الأساس .

ثم ماذا بعد ؟

رسالة أهمسها في آذان الزملاء الإعلاميين :لقد كان عهدنا معكم منذ أول جلسة مع السيد الوزير أن هذا الوزير متاح للجميع وبابه فاتح لكم جميعا وان اي أمر يستجد في الوزارة يجب مناقشته اولا داخل منبر الوزارة لتقصي الحقائق والتعرف إلى أساس المشكلة ،الا أن الكثيرين امتشقوا أقلامهم هذا قادح وهذا مادح وكلهم يغرد خارج سرب الوزارة ،فلا القادح على حق لانه لم يدلف إلى أبواب الوزارة لمعرفة الحقيقة ولا معظم المادحين على حق لأن معظمهم يستخدم لغة هتافية مليئة بالاتهامات والكلمات النابية وهذا ليس خلق الوزير ولا طريقة الدفاع عن وزارة في قامة وزارة الداخلية أو الإدارات التابعة لها .

 

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

9 − 7 =