مميزالمقالاتعمر الكردفاني

بيت الشورة عمر الكردفاني الجوازات السودانية (بالثابتة)

345views

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

الجوازات السودانية (بالثابتة)

لقد تعودنا في هذا الوطن المكلوم دائما على التصريحات الجزاف والوعود السراب وما من مسؤول في مؤسسة الا ويؤسس للبقاء على كرسيه بالوعود السراب والتطمينات غير المجدية ، وقبل أشهر قليلة تحدث السيد مدير الجوازات السودانية سعادة اللواء عثمان دينكاوي أن إدارته بصدد استخراج الجواز للفرد الواحد خلال ثمانية وأربعين ساعة ولكن لم تمر ايام على تصريحه حتى خرج مصنع مدني من الخدمة فتفاقمت أزمة الجوازات حتى اني رأيت الرجل يقف بنفسه في المصنع حاثا المهندسين على الإسراع في العمل للايفاء بمتطلبات المواطنين ،وقد حدثني أحد المهندسين أنه في أحد الأيام وقف سعادة اللواء بينهم محتجا (انتو جوازات اولادي عملتوا فيها شنو يا جماعة ) فلقد نسي أن يتابع جوازات أبناءه
هذا أن دل إنما يدل على أن الرجل يحاول تجسير الفجوة بالعمل المستمر والمحافظة على عدم التخطي لأن اكبر آفاتنا في هذه البلاد هي المحسوبية في التعامل مع الخدمات التي يطلبها الجمهور ،ومن الاشراقات أنني ومن خلال متابعتي للعمل في إدارة الجوازات بحكم قربي منها أنه حتى المهندسين والعاملين بالمصنع لا يستطيعون طباعة جواز في غير مواعيده الا بتوجيه مباشر من سعادة اللواء دينكاوي .
دارت الايام وحرص الرجل على الايفاء بوعوده التي قطعها لنا في الاعلام ونحن مشفقون من أن لا يستطيع الايفاء بها ولكن توالى تقليص زمن إنجاز المعاملة إلى أن تابعت قبل شهر ولكن دون تدخل مني جواز لأحد اصدقائي فإذا به يطبع ويصل إلى صاحبه في القاهرة في اقل من ثلاثة أسابيع ، بالأمس صرح سعادة اللواء بأن المسألة ستضحى قريبا إن تتم طباعة الجواز في نفس اليوم ولاني (لاعب ضاغط مع الرجل) فقد تابعت جوازات لبعض معارفي فوجدت أن الأمر قد حدث بالفعل (بالثابتة) فقد تمت طباعة الجوازات في ذات اليوم ولدي الاثبات في ذاكرة هاتفي ،وكل ذلك بالمتابعة فقط ودون تدخل .
إن خلاصة حديثي هو أن الثقة التي لمستها في سعادة اللواء دينكاوي ومنسوبي إدارة الجوازات في كل المكاتب التي زرتها جعلتني اتابع إنجازاتهم بصورة لصيقة حتى استطيع تقديم نموذج مشرق في زمن العتمة وان اقدم مسؤولا سودانيا واقول :هذا الرجل حريص على المصلحة العامة ومهموم بما يليه من مسؤولية ، فرجل يخرج من مكتبه المكيف منتصف النهار منتعلا (سفنجة) حتى يتلمس الحالات التي تحتاج معالجة ممن لا يستطيعون الوصول إلى مكتبه حري به أن يصل إلى هذه الدرجة من الإنجاز ولقد كتبت من قبل أنني لا أعرف الرجل حتى ولو وقفت أمامه ولكني تعرفت عليه بالحاح من سكرتارية مكتبه الإخوة مدثر ومحمد متوكل الذين حرصوا على مدي بالمعلومات في الفترة الماضية وتعاملوا معي تعاملا راقيا برغم الضغط الواقع عليهم جراء العمل من السابعة صباحا وحتى السابعة مساءا دون توقف ،فلقد وجدت أحدهم يوما وقد هرب من مكتبه الساعة الواحدة ظهرا لتناول سندوتش والعودة إلى العمل الضاغط.

ثم ماذا بعد ؟

ولله المنة دائما اجد نفسي في موضع المدافع عن المواطن لا اعادي الا من قصر في حقه ولا اوالي الا من ارى فيه حرصا على خدمة المواطنين ،لان هذا القلم مسؤولية ولأن هذا الوطن هو الحب الاول والاخير ولأن المواطن البسيط هو صاحب الفضل في أن يكون الحاكم حاكما والمسؤول مسؤولا والكاتب كاتبا لذا فإن كتابتي عن إدارة الجوازات والسجل المدني والسجون والجمارك وكافة الإدارات التي تتبع لوزارة الداخلية لن تتوقف من باب إنتمائي للوزارة من جهة ومن باب تقديم النماذج المشرفة من جهة أخرى ، ففي سفارة السودان بالقاهرة قلما تجد كرسيا خاليا في مكتب مدير جوازات السفارة الذي تجده في عمل دؤوب لخدمة اكبر جالية سودانية تكاد تصل إلى الملايين الخمسة ولكن الأدهى والأمر أنني زرت السفارة قبل عشرة أيام ومررت على أحد الموظفين (الاخ عيسى حسابا) لأمر خاص بيننا فوجدته واقفا وهو ينادي على أصحاب المعاملات التي تم إنجازها فتركته ولكني عندما عدت الى السفارة مجددا وجدته في ذات الموقف فصحت فيه (انت لسة ما قادر تقعد) فضج المكتب بالضحك

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

اثنا عشر + أربعة عشر =