بيت الشورة عمر الكردفاني الإعلاميين الأفارقة ….حينما يحمل (قنديل) مشعل الاستنارة في القارة السمراء
بيت الشورة
عمر الكردفاني
الإعلاميين الأفارقة ….حينما يحمل (قنديل) مشعل الاستنارة في القارة السمراء
لا شك أن الريادة التي تتميز بها مصر لم تأت من فراغ ، إذ أن هنالك ثلاثة عوامل تعضد تلك الريادة والتميز الاول هذه الحضارة العريقة والتاريخ الموثق بأروع انواع الفنون (النحت)والثاني أن الإنسان المصري (هميم) بصورة تجعلك مبهورا باي خدمة يتم تقديمها لك مواطن مصري ايا كان مكانه و(مكانته) (لم ار احدا في منفذ خدمة متراخيا ابدا) والعامل الاخير هو هذه الثقافة العالية (المخدومة) بعناية وموروثة بجهد بائن ومحفوظة منذ عهد البردي ، كل هذه العوامل جعلت من مصر موطنا للاستنارة وموقعاللجدارة ،الجدارة في قيادة المحافل وتنظيم المنتديات ذات العصف الذهني العالي .
تسنمت مصر موقعا وسطا بين عالمين وقارتين وثقافتين فجعلت من هذا التوسط جسرا من القيادة نحو آفاق التماذج من أجل خير الجميع .
فإن كان المقر الدائم لجامعة الدول العربية قد توسط العاصمة المصرية القاهرة فإن بقية دول القارة السمراء لها هذا النصيب من الاحتفاء من خلال محافل عدة تنتظم ام الدنيا فتجعل من اي مؤتمر او منتدى حدثا عالميا تسلط عليه أضواء كاميرات العالم.
المنتدى العالمي للاعلاميين الأفارقة كان علامة فارقة في معنى أن يجتمع نفر من المهتمين بدور الإعلام تحت قبة واحدة ،وبرغم زمن المنتدى القصير نسبيا الا ان ما تم تقديمه من أوراق كان من الدسامة بمكان حتى لكأنك تقوم بتحضير رسالة جامعية في يوم .
وان كان البروفسير عوني قنديل قد حرص على الوقوف على مسافة واحدة من كل الزملاء من القارة السمراء الا ان تسليطه الضوء على وطننا السودان كان علامة فارقة في المساندة الاخوية المرجوة من مصر وعلماء مصر ،خاصة وان الحضور المتميز يعكس مدى القبول الذي يحظى به الأستاذ قنديل وهو يحمل مشعلا للاستنارة ليضئ به دروبا لطالما تقاطعت بين أبناء القارة الا انها بهذه الإضاءة حتما ستلتقي لخيرها وخدمة أهلها ليس بالإعلام فقط ولكن بالتكاتف الذي نتطلع له كاعلاميين حتى نقود العقل الجمعي الأفريقي إلى كلمة سواء.
ثم ماذا بعد؟
حقيقة بهرتني الدراسات والكلمات التي ألقيت في المنتدى حتى انني اوصي بطباعتها وتوزيعها على المكتبات الجامعية في كافة دول أفريقيا وذلك لسبب بسيط وهو انني لاحظت مثلا عندنا في السودان لا توجد كتب ومراجع علمية في مجالات الاعلام المختلفة بصورة تلبى حاجة طلاب الإعلام حتى أننا عندما نحتاج إلى تدريس مواد الإعلام فإن الكثير من المحاضرين إنما يدرسون الطلاب من خلال تجاربهم الشخصية وهذا لا يوحد رؤى الطلاب نحو القضايا الإعلامية او حتى ضروب الإعلام،رسالتي لاخي البروفسير عوني قنديل أن يواصل هذه المهمة النبيلة في حمل مشعل الاستنارة من أجل صوت اعلامي موحد في القارة السمراء التي تحتاج إلى امثاله من حملة المشاعل بدلا من لعن الظلام