
بيت الشورة
عمر الكردفاني
وزارة الداخلية والإعلام ….الاحترام سيد الادلة
لطالما ظلت وزاراتنا السيادية خاصة ذات الصبغة العسكرية منها في قطيعة مستترة مع الإعلام لفترات طويلة ،والسبب الواضح هو سوء الفهم الذي قد يحيط بالعلاقة جراء بعض التجاوزات من هنا وهناك بما يعتري النفس البشرية من (عزة) ولكن في الغالب عندما يلتقي الطرفان تجد أن التعاون بينهما ايسر ما يكون ، وهنالك قاعدة ثابتة اختطتها الشرطة تحديدا في التعاطي مع الإعلام فيما يتعلق بالتعاون والتعارف خاصة وأن رجالا كالاخ الناطق الرسمي باسم الشرطة العميد فتح الرحمن محمد توم دائما يسبقوننا في مسألة التعارف ،فالرجل الذي بحثت عن رقم هاتفه طويلا اتصلت عليه لاعرف نفسي فإذا به يرد علي باسمي كاملا ما أدهشني ،وذلك يعني ببساطة أنه قد سبقني في التعرف علي ليس بالطريقة الأمنية ولكن بحاسة رجل العلاقات العامة الذي يحترم عمله .
في عهد سعادة الفريق خليل باشا سايرين اختطت وزارة الداخلية نهجا مفتوحا مع الإعلام حتى أن الكثير من الإعلاميين يقدمون سعادته في المحافل ب(صديق الاعلام) وهو أهل لذلك ،ويعلم المقربون من الرجل أنه يتعامل مع الإعلام بانفتاح كبير حتى لتخشى عليه من بعض الذين يستثمرون هذا النوع من الانفتاح إلا أنه وبحمد الله حتى الآن لم يبدر من اي زميل (محترم) اي بادرة من سوء استغلال لهذه العلاقة التي بنيت على الاحترام وظلت متينة على مدى الأيام .
وغني عن القول إن شخصية السيد الوزير وتواضعه مع زهده البائن في الوظيفة يجعلان من النيل منه (سهم طائش) خاصة وأنه دائما يبادر بابداء الاحترام وتقديم فروض هذا الاحترام علنا فيما يتعلق بتعاطيه مع الاعلاميين وعدم تمييزه لهم فما أن يطرق بابه اي اعلامي الا ووجد الباب الحصين لهذه الوزارة السيادية مفتوحا على مصراعيه ،حتى أنني وجدت يوما أحد النشطاء وقد كاد أن يجري لقاءا صحافيا مع الوزير لولا تدارك المكتب الإعلامي للوزارة للأمر في اخر الدقائق وهذا إن دل فإنما يدل على صفاء النية وحسن الطوية.
إن الأخلاق العالية والتواضع غير المصطنع من السيد الوزير بالإضافة إلى البطانة ال(نظيفة) من مرؤوسيه جعلت الإعلام اقرب إلى وزارة الداخلية وجعلت كل الإعلاميين السودانيين يقدمون الاحترام للوزارة دون أي تردد لأن من يشذ عن ذلك يجد نفسه منبوذا .
ثم ماذا بعد !
لم استغرب أن تبادر وزارة الداخلية بتجهيز سلة رمضان الإعلاميين في هذا الوقت المبكر مع ان معظم المؤسسات وكافة المنظمات التي تنشط في الشهر الفضيل تقدم سلالها بعد أن ينتصف الشهر ، وهذه البادرة ليست غريبة على السيد الوزير المعروف بانصباطه العالي في العمل الإداري إلى درجة انك اذا تأخرت عن فعالية تقوم بها الوزارة دقيقة واحدة فقد تجد نفسك خارج التغطية إذ يلتزم طاقم الوزارة بصرامة عالية بالوقت المحدد لأن السيد الوزير لا يتأخر دقيقة عن المواعيد ،وانا متأكد أن الوزارة لم تقدم تلك السلة الا في إطار عملها الروتيني تجاه الشعب السوداني دون انتظار جزاءا ولا شكورا بل هو التزام الوزير والوزارة تجاه الإعلاميين الذين يبادلون هذا الوزير المحترم (ودا بود واحتراما باحترام )وبذا يكون الاحترام هو سيد الادلة كما يقول ناس الأدلة الجنائية،ونافلة القول أؤكد أنني علمت أن الوزير لم يكن يرغب في تدشين رسمي وإعلان لتوزيع السلة باعتبار أن الأمر لا يعدو كونه حق الإعلاميين من وزارتهم الا أنهم وببادرة (من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) اختطوا بأقلامهم النبيلة ما وصلني من خبر سلة رمضان الإعلاميين والشاهد على الأمر أنه ما من صورة توثق للحدث.