المقالات

صالون_الريس هُم مستقبل السودان د/أشرف الريس

200views

#صالون_الريس
هُم مستقبل السودان
د/أشرف الريس
19 / 4 / 2025

أعزائي القراء الكرام تحية واحترام وبسم الله نبدأ الكلام ….في بلد يشكل فيه الشباب ما يزيد عن 60% من عدد السكان، تبرز تساؤلات مشروعة حول مدى تمثيل هذه الفئة في مراكز صنع القرار السياسي في السودان. وعلى الرغم من أن الشباب كانوا الوقود الحقيقي للحراك الشعبي والثورات التي شهدها السودان خلال العقد الأخير، إلا أن حصتهم في السلطة لا تزال دون الطموح، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام المطالبة بتمكينهم سياسياً بشكل حقيقي وفاعل.
إن الشباب طاقة كامنة خارج دوائر القرار فمنذ عقود، ظلت المؤسسات السياسية السودانية، سواء الحكومية أو الحزبية، حبيسة النمط التقليدي الذي يغيب فيه العنصر الشبابي، ليس فقط عن المواقع القيادية، بل حتى عن دوائر التشاور وصياغة السياسات. ورغم التقدم الذي أحرزه الشباب في قيادة الحراك السياسي والمجتمعي، إلا أن مكاسبهم السياسية لا تزال محدودة، وهو ما يثير قلق المهتمين بالشأن العام، ويدفع لمراجعة شاملة للمشاركة.لسياسية القائمة.
فالمتتبع لمشهد مشاركة الشباب السوداني يلحظ جملة من التحديات التي تعيق تفعيل دورهم السياسي، أبرزها غياب الإرادة السياسية لدمجهم، وضعف البرامج الحزبية الموجهة لهم، إلى جانب غياب البيئة التشريعية التي تضمن تمثيلاً عادلاً لهم في الأجهزة المنتخبة والتنفيذية. كما لا تزال الثقافة السياسية السائدة تنظر إلى الشباب كمجرد أدوات تعبئة، لا شركاء حقيقيين في صناعة القرار.
أرى أن معالجة هذا الواقع يتطلب استراتيجية وطنية واضحة، تبدأ من تهيئة البنية القانونية والمؤسسية التي تضمن مشاركة الشباب، وتستمر بإشراكهم في الحوارات الوطنية، وتدريبهم على القيادة وصياغة السياسات العامة، فضلاً عن فتح الباب أمامهم لتشكيل كيانات سياسية شبابية تعبّر عن طموحاتهم وآرائهم.
ويؤكد خبراء أن إشراك الشباب في الحكم المحلي والبرلمان والمجالس الوزارية ليس فقط استحقاقاً ديمقراطياً، بل أيضاً خطوة ضرورية لضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتعزيز ثقة الجيل الجديد في العملية السياسية برمتها.
وفي ظل التحولات التي يشهدها السودان، تتعالى الأصوات المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية تُمكن الشباب من لعب دورهم الطبيعي في إدارة الدولة، بعيداً عن الإقصاء والتهميش. ويأمل كثيرون أن تلتقط القوى السياسية هذه الرسائل، وتبدأ في إفساح المجال أمام الكفاءات الشابة لتكون جزءاً من الحل، لا مجرد متفرج على المشهد.

وأقول ختاماً إن تمكين الشباب السوداني سياسياً لم يعد ترفاً سياسياً أو مطلباً نخبوياً، بل هو ضرورة وطنية لإنقاذ السودان من أزماته المتراكمة، وبناء دولة حديثة ديمقراطية تمثل الجميع. فالشباب ليسوا المستقبل فحسب، بل هم الحاضر الذي يجب أن يُسمع صوته، ويُمنح الفرصة الكاملة للمشاركة.

#من_أجل_صناعة_مجدالسودان

تحياتي

د/أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

خمسة × 4 =