#صالون_الريس
الخرطوم تنتصر ومرحبا بروف كامل إدريس
د/ أشرف الريس
21/ 5 /2025
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام…. في لحظة طال انتظارها، تنفّست الخرطوم الصعداء، ورفرفت الأعلام السودانية في شوارع العاصمة احتفالًا بتطهيرها من مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية، التي عاثت في الأرض فسادًا وأرهبت الأبرياء، وزرعت الموت في كل زاوية. خرج المواطنون في موجات فرح ودموع، امتزجت فيها مشاعر النصر بالفقد، والأمل بالحذر، لكن ما لا شك فيه أن ما حدث يُعدّ فصلاً جديدًا في مسيرة السودان نحو استعادة دولته وهيبتها.
لقد شكّل استرداد العاصمة لحظة مفصلية في الوعي الوطني، ورسالة قوية بأن إرادة الشعب السوداني لا تُكسر، وأن مشروع الدولة الحديثة لا يزال حيًا في قلوب أبناء هذا الوطن، رغم كل ما تعرض له من اختطاف وتشويه.
وفي خضم هذا التحوّل الكبير، جاء تعيين البروفيسور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، خطوة بالغة الدلالة. فالرجل ليس بغريب على السودانيين، فهو قامة دولية، وخبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان، وصاحب سيرة ذاتية مشرفة في المحافل العالمية. غير أن تعيينه في هذا التوقيت الدقيق لا يعني فقط ثقة في كفاءته، بل هو أيضًا تعبير عن رغبة شعبية في الانعتاق من الماضي والانطلاق إلى مستقبل يليق بتضحيات الشهداء.
من الطبيعي أن تتباين الآراء في لحظات التحول، فكل سوداني حريص على بلده بطريقته، لكن ما يجب أن يوحّدنا هو الالتزام بالعدل والإنصاف. إن البروفيسور كامل إدريس لم يبدأ مهامه بعد، ولا يجوز أن يُدان أو يُمجد قبل أن يُجرَّب. الواجب الوطني اليوم هو منحه الفرصة كاملة، لنحكم على أفعاله لا أقواله، ولنراقب أداءه بوعي لا بتشكيك، ولننتقد بموضوعية لا بعدائية.
إن بلادنا اليوم بحاجة ماسة إلى طاقة أمل، إلى خطاب يُلملم الجراح لا يوسعها، وإلى مواطنين يقفون في صف الوطن لا في صف مصالح ضيقة. علينا أن نكون جزءًا من الحل لا عبئًا إضافيًا على كتف هذا الوطن المنهك.
وأقول ختامًا نُبارك لأهلنا في الخرطوم هذا النصر العظيم، ونبارك للسودان تعيين رئيس وزراء جديد في لحظة حرجة، وندعو له بالتوفيق والسداد، وأن يكون على قدر التحدي والمهمة.
#من_أجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان