بيت الشورة عمر الكردفاني وزارة الداخلية السودانية سيادة الدولة ام دولة السيادة !!!

بيت الشورة
عمر الكردفاني
وزارة الداخلية السودانية سيادة الدولة ام دولة السيادة !!!
في كل أنحاء العالم تمر الدول بالتحديات الجسام الا أنها تتجاوزها بالعزيمة والإصرار وبوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، لأن لكل تحد عقلية مناسبة لإدارته أو التعاطي معه ، ونحن في السودان ظللنا لفترة طويلة نبحث أمرا هو بين أيدينا ولكنا نتعامى عنه إلا وهو موضوع سيادة الدولة وكيفية تمكين القائمين على أمر السيادة أن يضعوا أمام أعينهم هذا الهم ، وهل المطلوب هو ترسيخ مبدأ سيادة الدولة أي أن تكون الدولة كيانا مقدسا المساس بأي جزء منها يعني الخروج عليها ،ام ترسيخ مبدأ أن للدولة رموز يمثلون هذه السيادة وبالتالي يعتبر وجودهم في أي مكان أو زمان تمثيل لسيادة الدولة ، وزارة الداخلية وحسب اسمها هي المعنية بتجسير المسافة بين المواطن ودولته بتفعيل مبدأ أن حرية الفرد تنتهي حينما تبدأ حرية الجماعة .
منذ أن تسنم سعادة الفريق شرطة خليل باشا سايرين منصب وزير الداخلية ،وبرغم تعامله المفتوح مع الجميع وعمله بمبدأ القرب من كافة الأطراف لكسر حاجز الهيبة ،الا أنه استطاع أن يقود الرأي العام السوداني تجاه قضايا هي من صميم نقل مفهوم السيادة من كونه حق مكفول لفئة قليلة إلى مفهوم أن يحافظ الجميع على هذه السيادة بمبدأ السفينة الواحدة التي اينما خرقتها فإنك ستغرق لا محالة إلا أن تغادرها ، وظهر ذلك جليا في قضية الوجود الأجنبي الذي كان يؤرق الصغير والكبير حيث أن السودانيين الذين يتعاملون مع الوافد باعتباره ضيفا قد ضاقوا ذرعا بهؤلاء الأجانب الذين انضموا إلى الدعم السريع وباتوا يقفون على الارتكازات ويطالبون المواطنين أصحاب الأرض بإبراز مستنداتهم الشخصية (في لكنة واضح منها أن الذي أمامك اجنبي)
وبحسب خطاب من مجلس الوزراء إلى وزارة الداخلية فإن قضية تقنين الوجود الأجنبي باتت هي الموضوع الثاني بعد العدوان على البلاد مما يشغل الرأي العام السوداني ،وهي قفزة استطيع أن أقول إنها صنع عقلية سودانية جديدة تتعامل مع الأجنبي حسب تصنيف الدولة له هل هو دبلوماسي ،رجل اعمال، طالب ام لاجئ أو مخالف لينال جزاءه في اقتحام أراض ذات سيادة دون وجه حق ، ناهيك عن أن يعيث فيها فسادا كما فعل منسوبي أكثر من دولة جارة في هذا العدوان الغاشم على البلاد.
الأمر الثاني والذي لا يقل أهمية مما تقوم به وزارة الداخلية ويعتبر ترسيخا لمبدأ السيادة الفخرية للجميع هو الدعم المتواصل لمعركة الكرامة والذي وصل إلى الرقم تسعة وعشرون وهو رقم إذا علمنا أن الواحد منه قد يصل إلى خمسة عشرة طنا من الأدوية تذهب مباشرة دون وسيط إلى مستشفياتنا العسكرية الثابتة منها والميدانية ،فاننا سنفخر بأن لدينا يد قوية تسند في عنفوان قواتنا الباسلة في الخطوط الأمامية خاصة متحرك الصياد الجسور .
الأمر الثالث هو الاختراق الاضخم في تاريخ السودان وأقصد لجنة حماية المدنيين والتي استطاعت وبقنوات رسمية وجادة أن توصل مظلمة السودان والسودانيين إلى المحافل الدولية حيث وضعت حتى الآن أكثر من تقرير أمام مجلس الأمن توضح فيه الانتهاكات التي تقوم بها المليشيا المعتدية ضد المواطنين السودانيين العزل ، وهو أمر يحتاج إلى دراسة وفهم والمام باللغة الانجليزية بالإضافة إلى القانون الدولي وشبكة علاقات دولية راسخة وهو ما يتمتع به بحمد الله سعادة الوزير خليل باشا سايرين عراب ملف السودان في منظمة التجارة العالمية .
ثم ماذا بعد ؟
إن الوطنية الحقة والتخطيط الجاد والألمام الممتاز بكواليس المنظمات الأممية والعالمية هي ادوات تكاد تكون موضوعة في الجيب الخلفي ليونيفورم الدفاع عن الوطن في المحافل الدولية والذي يرتديه سعادة الوزير خليل لأن للرجل أسلحة أخرى أشد فتكا واقوى مراسا في المنافحة والذود عن حياض الوطن وتقديم الروح مرتخصة له على طبق من ذهب ، لذا فمن الواجب الوقوف مع الرجل في الخندق الذي يختاره لغرز أرجله عميقا من أجل أن لا (يتتعتع) محتقبا أسلحته ومن لا يستطع أن يقدم العون فعليه أن لا يعبث بهذه الأسلحة ، فنحن ما زلنا في صدمة مما قام به بعض المرتزقة ممن ادمنوا على الاكل من موائد أعداء البلاد فوصموا جيشنا الباسل بأنه يستخدم الكيماوي وما دروا أن اقوى أسلحة الجيش السوداني هي العقيدة القتالية ، ميراث الفريق خليل باشا في الذود عن حياض الوطن