المقالات

سلسلة مقالات النصيحة جبة شوك من الحلم إلى النهضة… حين تتحول الرؤية إلى وثيقة خلاص وطني ✍️بقلم: د. محمود إدريس تيراب

285views

سلسلة مقالات النصيحة جبة شوك

من الحلم إلى النهضة… حين تتحول الرؤية إلى وثيقة خلاص وطني

✍️بقلم: د. محمود إدريس تيراب

تشرفتُ مؤخرًا بالاطلاع على رؤية استراتيجية شاملة لوزارة الشباب والرياضة، حملت عنوانًا لا يخلو من الطموح والإلهام: “من الحلم إلى النهضة”. كتبها شاب يفيض حماسة، لكنه يكتب بعقل دولة وخبرة قيادة، هو الدكتور أشرف الريس. ولا أبالغ إن قلت إنني وجدت نفسي أمام وثيقة يمكن وصفها – بلا تردد – بأنها من بين أعمق وأشمل ما كُتب في هذا المضمار، خلال العقود الأخيرة.

لقد كنت في مقالاتي السابقة قد ألمحت إلى قامة شبابية وازنة، دون أن أصرّح بالاسم، وقد أردفته بمقال صرحت فيه بالاسم. واليوم لأؤكد كلامي أنقلكم الى اطروحة الدكتور أشرف الريس وقد اطلعت على هذه الأطروحة المتفردة، فإنني أعلنها صراحة: الدكتور أشرف الريس ليس مجرد اسم مطروح للتكليف بوزارة، بل هو مشروع وطني متكامل، يُختزل في شخص.

ما يميز هذه الرؤية ليس فقط اتساقها البنيوي، بل قدرتها المذهلة على التشخيص الدقيق للمشكلات المزمنة التي تعاني منها قطاعات الشباب والرياضة في السودان، وهي مشكلات ظلّت تتراكم في ظل غياب الرؤية والتخطيط والعقل المؤسسي. لكن الريس لم يكتفِ بالتشخيص، بل قدّم باقة متكاملة من الحلول الواقعية والمقترحات الإبداعية، موزعة بعناية بين سبعة محاور أساسية، تبدأ من التمكين السياسي والاقتصادي للشباب، وتمر بتأهيل البنى التحتية الرياضية، ولا تنتهي عند إعادة صياغة دور الوزارة كمحرك للتغيير المجتمعي.

ولعلّ أجمل ما في هذه الرؤية أنها لم تُكتب من برج عاجي، بل انبثقت من ميدان الممارسة، ومن معاناة الشباب أنفسهم، ومن تلمّسٍ حقيقي لاحتياجاتهم. فهي خلاصة فكر وتجربة، لا مجرد حبر على ورق. ولم تغفل الأطروحة عن السياق الانتقالي الدقيق الذي تمر به البلاد، بل جعلت منه منطلقًا لبناء وزارة تنهض بدور وطني حيوي، يتجاوز مجرد تنظيم الفعاليات إلى قيادة التحولات.

لو قُدّر لي أن أختصر مئات الصفحات في جملة واحدة، لقلت: هذه ليست مجرد رؤية لوزارة، بل هي وثيقة خلاص لقطاع بأكمله، بل ربما لأجيال بأكملها. ومن يظن أن الرياضة والشباب شأن هامشي، فعليه أن يقرأ هذه الأطروحة، ليعرف كيف يمكن لوزارة شبابية فاعلة أن تُحدث نهضة في كل المجالات، من السلام الاجتماعي إلى التنمية الاقتصادية، ومن الهوية الوطنية إلى القوة الناعمة.

وبغضّ النظر عن تعيين الدكتور أشرف الريس وزيرًا من عدمه، فإن هذه الوثيقة تستحق أن تُعتمد كمرجع وطني، بل وتُدرّس في معاهد التخطيط والإدارة العامة، لما فيها من عمق منهجي، وبعد نظر، وصدق وطني.

إنني أدعو هنا – بوضوح ومسؤولية – كل صناع القرار، وكل من يهمه شأن الوطن، إلى قراءة هذه الرؤية بعين الباحث لا السياسي، بعين القائد لا المتشكك، لأنها تحمل بين سطورها ما يمكن أن يكون بداية جديدة لشباب السودان، الذين يستحقون وزارة تؤمن بهم، لا تُهمشهم، وتُطلق طاقاتهم، لا تُقيدها.

أرفع قبعتي احترامًا لقلم الدكتور أشرف الريس، وأحييه على هذه الوثيقة التي كتبها بإخلاص، فجاءت صادقة حدّ التأثير، وعميقة حدّ الإقناع، ووطنية حدّ النخاع.

د. محمود إدريس تيراب
كاتب وباحث في الشأن العام

 

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

اثنان × أربعة =