المقالاتعمر الكردفانيمميز

بيت الشورة عمر الكردفاني كلمات في حق (الغالي ) محمد الغالي

157views

بيت الشورة

عمر الكردفاني

كلمات في حق (الغالي ) محمد الغالي

ونحن بعد في ريعان (القتال) بولاية بحر الغزال مدينة (واو) الرائعة كنت احب التجوال على متن دراجتي ليلا حيث ابدأ من حي فلاتة  حيث اسكن ولربما اجتزت غابة واو إلى سوق الجو إلى حيث اصدقائي سبت منولي وعلام والداعية الشهيد (فؤاد ريتشارد)وغيرهم من أبناء واو ثم أعود ادراجي عابرا إلى حي السكة حديد حيث مكاتبنا .
في احد الايام سقطت من الدراجة سقطة خفيفة بمقياس الفتونة والشباب ، نهضت مسرعا فتوقفت جواري سيارة عسكرية ونزل منها ضابطان برتبة رائد كان أحدهما محمد الغالي علي يوسف ، أصر الرجلان أن يحملاني إلى السلاح الطبي الا انني استطعت اقناعهما أنني بخير ، أصر الغالي أن أمر عليه بمكتبه صباحا فمررت عليه وأذكر أنه أجرى معي حوارا كأنما ليقيس مدى تأثري بطول مدة بقائي في مناطق العمليات حتى يتدخل لمنحي إجازة .
استمرت هذه العلاقة الأخوية حتى الآن ويشهد الله أن الرجل ظل سباقا إلى مد جسور التواصل والصداقة وكلما زاده الله رفعة ازداد تواضعا وقربا وتواصلا معي والحقيقة لم اشك لحظة أن يتغير ، كل ذلك وأنا أظن أنني من القلائل المقربين منه إلى أن وصلتني الدعوة إلى زواج ابنه بالخرطوم قبيل الحرب بأشهر قلائل فرأيت العجب ،رغم اتساع النادي الذي أقيمت به الدعوة والمساحات التي تجاورها إذا بي اتفاجأ بأنه ليس هنالك مكان لركن سيارتي الا على بعد قرابة الكيلومتر من النادي الضخم  ، وداخل النادي كانت الدهشة الكبرى إذ ليس هنالك موطئ قدم لإنسان ، نعم يمكنك الاكل والشرب ولكن لا تستطيع التجوال أو مقابلة (ابو العريس) من حظي أن أفراد الحراسة والمراسم كانوا يعرفونني فمنحوني نصف دقيقة فقط لاقول الف مبروك ولا ازيد ،وانا الذي اجلس اليه بمكتبه في القصر لأكثر من نصف ساعة إلا أنني لم اجد دقيقة واحدة وسط جحافل محبي الغالي واصدقائه وعارفي فضله .
خمسة وثلاثون عاما والرجل يحتفظ بذات ابتسامته الخجولة ونظراته التي تحمل الكثير من معاني الطيبة والحنية برغم صرامته العسكرية وادائه الرسمي الرفيع الذي لا يجامل فيه ابدا بالإضافة إلى دأبه في اكتساب الخبرات ما جعله ينال درجة الدكتوراة وهو يحمل كل هذه الهموم الوطنية  ، وهو ما جعله ممسكا بملف الأمانة العامة للمجلس السيادي والحق يقال إن الأمانة إحدى أهم صفاته النبيلة التي لا تعد ولا تحصى  .
اكتب هذه الكلمات وانا أحضر مناسبة عقد قران ابنته بمدينة بورتسودان حيث ظننت أن الحضور سيكون أقل نسبة للظروف المحيطة إلا أن احباب الغالي لم يقصروا فكانوا عزوته وأحبابه الذين يعرفون قدره وعلى قدر الحب والوفاء لرجل شيمته التواضع مع الكبير والصغير والغني والفقير فكنا وكانوا الوان الطيف السوداني ساسة أكاديميين عسكريين إعلاميين رجال دين ورجال إدارة أهلية ورجال أعمال نعم كل الوان طيف السودان كانوا هناك .
من قبل حاولت أن استأذنه في الكتابة عنه ومدى انضباطه العسكري والإداري إلا أنه رفض ولكن هذه المرة انا مضطر أن أنشر قبل استئذانه حتى يعلم الجميع من هو الغالي .

ثم ماذا بعد ؟

هي شذرات من الذكريات عن رجل أحب أن يعمل في صمت رغم عظم مهمته واظنه الوحيد في هذا المنصب المهم الذي لم يجد الإعلام اي فرصة للتحدث عنه قدحا أو مدحا لانه يحب العمل الجاد ولا يخوض في مجال غير ما أمامه من ملفات وحوله من مهام ، يقسم وقته بصورة دقيقة تستطيع ضبط ساعتك عليه ، رياضة الصباح يعقبها دخول المكتب في وقت محدد ، البقاء بالمكتب دون لمس اي ورقة حتى الساعة التاسعة ،فاذا كنت بمعيته تلك الساعة فتأكد أن مدير المكتب يستطيع أن يطردك دون أن يرف له جفن ، فقد دقت ساعة العمل وانتهت ساعة المجاملات ، حفظك الله ورعاك ايها الغالي

 

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

19 − 1 =