المقالات

سلسلة مقالات النصيحة جِبة شوك مواطن بدرجة وزير ✍️ محمود إدريس تيراب

152views

سلسلة مقالات النصيحة جِبة شوك

مواطن بدرجة وزير

✍️ محمود إدريس تيراب

في زمنٍ تتزاحم فيه الألقاب وتتشظى فيه المسؤوليات بين التصريحات والقرارات، قلّما نجد من يُجسِّد معنى “المسؤولية” دون أن يُمنحها رسميًا. وها نحن اليوم أمام نموذج حيّ لرجل لم تمنحه الدولة منصبًا، لكن منحه الشعب ثقة، ومنح نفسه عهدًا… إنه الدكتور أشرف الريس، المواطن بدرجة وزير.

لم أُفاجأ، ولن أكون الوحيد، عندما وجدت أن الدكتور أشرف لم ينهَر أو ينسحب بعد أن تم تعيين غيره وزيرًا للشباب والرياضة. بل رأيناه ينهض من خيبة التعيين ليُعلن بداية التغيير… بداية من الحلم إلى النهضة.

لم يمكث في ركن المراقبة، ولم يُحمّل الناس ولا الظروف مسؤولية ما لم يكن من نصيبه. بل اتجه مباشرة إلى الشعب، إلى الشباب، إلى الميدان. أعلن عن بنك الشباب السوداني، وهي فكرة لو تبنّتها الدولة لأحدثت ثورة اقتصادية حقيقية بين أيدي الشباب المنتجين. ثم أطلق مبادرة #مواكب_الإنتاج، لا كبرنامج إعلامي فحسب، بل كفكرة تحويل الحوارات إلى مشاريع، والأفكار إلى مصانع، والطموحات إلى واقع ملموس.

هذا هو النموذج الذي نحتاجه في السودان الجديد.. مواطن لا ينتظر كرسياً ليُنجز، ولا توقيعاً ليبدأ، ولا كاميرات ليُصدّق أنه فاعل. هو ذات الشاب الذي نادى بأننا “سنصنع الفرصة بأيدينا”، فها هو يصنعها فعلاً لا قولاً.

الدكتور أشرف الريس لا يحمل فقط شهادة الدكتوراه، بل يحمل رؤية وطن، ويحمل إيمانًا بأن التغيير الحقيقي يبدأ من القاعدة، لا من القمة، من الفعل لا من القرار.

لهذا، لا عجب أن الشباب يلتفون حوله، لا لأنه وزير، بل لأنه شبيه بهم، يتحدث لغتهم، ويؤمن بأحلامهم، ويعمل معهم لا فوقهم.

وفي زمن تنتظر فيه الشعوب “المنقذ”، نحن بحاجة إلى أمثال الريس، لا ليكونوا مجرد مسؤولين، بل قدوة في كيف نُمارس المواطنة في أسمى صورها.

فلتحفظه السودان، ولتسمع المؤسسات هذه الرسالة:
بعض المواطنين لا يحتاجون المنصب ليكونوا وزراء… إنهم ببساطة، وزراء من صنعة الشعب، لا قرارات السلطة.

النصيحة جِبة شوك… والوجع وطن.

د/ محمود ادريس تيراب
باحث في الشأن العام

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

10 − 3 =