المقالاتعمر الكردفانيمميز

بيت الشورة عمر الكردفاني قوات الجمارك السودانية …بين الاتهام بالفساد والنهوض بالاقتصاد

156views

بيت الشورة

عمر الكردفاني

قوات الجمارك السودانية …بين الاتهام بالفساد والنهوض بالاقتصاد

الدول لا تبنى بالمحسوبية ولا الجهوية أو الأهواء الشخصية بل بالعمل الجاد الدؤوب والضمائر الصافية وحب الوطن ، ولا تتأتى كل تلك المعطيات الا بالتربية والتنشئة والتدريب ، وعلى مر العصور كانت هنالك إشراقات يفخر بها السودان إقليميا ودوليا ، من هذه الاشراقات المؤسسات ذات الصبغة الاقتصادية والانتماءات إلى المنظمات الدولية ، والجمارك السودانية مثلا إحدى المؤسسات السودانية العريقة ذات الوجود الدائم في المحافل الاقتصادية العالمية عبر المنظمات المعروفة كمنظمة التجارة العالمية ومنظمة الجمارك العالمية ومجموعة دول البريكس ومجموعة دول الكوميسا ، ومن خلال المتابعة اللصيقة لأنشطة الجمارك داخل هذه المنظمات نجد أن ممثلي الجمارك على مستوى المدير العام والإدارات المختلفة يبلون بلاءا ممتازا وهم يرفعون راية السودان في المحافل الدولية ويدخلون الانتخابات لاختيار رؤساء المنظمات بل وصياغة القوانين التي تنظم التجارة والتبادل السلعي بين الدول ، واي نجاح لمبعوثي قوات الجمارك في ايا من تلك المحافل يقابله ارتقاءا في تصنيف السودان بين دول العالم .
ولطبيعة التنافس المحموم بين الدول لنيل الكراسي والدراجات العليا بين رصفائها قد تبدأ بعض الدول في الكيد لبعضها البعض من أجل التقليل من فرص نيلها للسيادة الاقتصادية ، بالمقابل يعمل اعلام مختلف الدول في متابعة منسوبيها في تلك المحافل لرفع مستوى تمثيلها وقوة صوتها داخل المنظمات الدولية وذلك بدعم منسوبيها معنويا والتعريف بسيرتهم الذاتية ، الا نحن في السودان إذ يعمل الكثير من الإعلاميين او قل نشطاء السوشيال ميديا بغرض أو عن جهل في الحط من قدر قوات الجمارك السودانية ما يؤثر سلبا على التصنيف العالمي لقوات الجمارك السودانية برغم اجتهادها في التدريب والتأهيل واختيار النوابغ من قادتها لتمثيل البلاد في المحافل الدولية والإقليمية .
ما قادني إلى كل تلك المقدمة هو ما يتداوله نشطاء السوشيال ميديا بل ويتم نشره في الكثير من الصحف الإلكترونية المحترمة من اخبار غير صحيحة تمس قادة الجمارك وضباطها القابضين على الجمر من أجل اقتصاد السودان ، الذي يحير في الأمر أن الأرقام المتداولة مضخمة بصورة مريبة وحتى المستندات المسربة هي اصلا مستندات ذات خصوصية وسرية ولا يجب أن تخرج عن  الدورة المستندية للجمارك وهذا يدل على أن من قام بتسريبها انسان غير ملم بالاجراءات الجمركية بل كان غرضه البلبلة فقط لا غير .
نعم لا تخلو مؤسسة من أخطاء فردية تتم معالجتها في إطار البيت الداخلي بصورة معلومة للجميع ولن أخوض في الخبر المتداول الذي اتضح جليا أنه (منجور) من أجل أغراض شخصية إلا أن صداه قد يؤثر سلباً على التصنيف العالمي للسودان وهو ما قد يجر علينا المزيد من التردي الاقتصادي وما قادني إلى هذه العجالة أيضا أن هنالك صحفا إلكترونية ذات مصداقية عالية قد قامت بنشر الخبر وانا اكيد أن الأمر هنا يقع تحت بند غلطة الشاطر خاصة إذا أخذنا في الحسبان وقفاتها الوطنية غير المشكوك فيها.

ثم ماذا بعد ؟

اقدم احترامي للزملاء الاعزاء في الصحافة الإلكترونية التي اتشرف بالانتماء إليها ولكني الفت نظرهم إلى أمر مهم وهو أن الصحافة الإلكترونية أصبحت هي حائط الصد الأخير أمام اشاعات السوشيال ميديا التي اضرت وتضر بالبلاد بصورة مزعجة ، وبما أنني قد تواصلت مع السادة قادة الجمارك فقد وجدت تجاوبا ممتازا وتفهما لغرضي من أجل معرفة الحقيقة ، لذا فإنني اترك الأمر للأخوة في اعلام الجمارك لتمليك الحقائق لمن يرغب في معرفة ما حدث بالضبط ، ولكن نصيحتي العامة هي أن إدارة الإعلام والعلاقات العامة بقوات الجمارك ما زالت وستظل مشرعة الابواب لجميع الزملاء الإعلاميين من أجل التواصل ومعرفة الحقائق وبالتالي مراعاة ظروف بلادنا وعدم الأضرار باقتصادها بقصد أو بدونه وحتى إذا حدث مثل ما تم تداوله فإن علاجه ليس بالنشر بل بالمتابعة ومعرفة الحقيقة ومن ثم الاتفاق على طريقة ومكان وزمان النشر
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

تسعة − 6 =