
حروف للوطن
الشباب السوداني: نبض الوطن وسياج وحدته
صلاح ابراهيم مريود
في لحظات الشدائد، تتجلى معادن الشعوب، ويبرز دور الشباب كقوة لا يُستهان بها في حماية الأوطان وصناعة المستقبل. السودان، الذي يمر بمرحلة مفصلية من تاريخه، يواجه تحديات جسيمة تهدد وحدته وسلامه، وعلى رأسها ما تمارسه مليشيا الجنجويد من محاولات لتفكيك البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
لكن وسط هذا الظلام، يسطع نور الوعي الوطني الذي يحمله شباب السودان. لقد أثبتوا أن ضميرهم الحي هو الحصن المنيع الذي تتكسر عنده المؤامرات، وأنهم ليسوا مجرد متفرجين على الأحداث، بل فاعلون في رسم خارطة طريق جديدة تأخذ بالسودان نحو التحرر والنهضة.
وعي الشباب… صخرة تتحطم عليها المؤامرات
لم تكن محاولات تفكيك السودان وليدة اللحظة، بل هي امتداد لسياسات ممنهجة تستهدف زعزعة الاستقرار وإضعاف الهوية الوطنية. إلا أن إدراك الشباب لحجم هذه المخاطر، ورفضهم الانجرار وراء خطاب الكراهية والانقسام، كانا عاملين حاسمين في إفشال تلك المخططات.
لقد خرجوا إلى الشوارع، نظموا الحملات، أطلقوا المبادرات، وكتبوا على جدران المدن شعارات القومية تنتصر. كانوا صوتًا للحقيقة في زمن التضليل، وأملًا في زمن اليأس.
نحو سودان رائد… لا تابع
اليوم، يقف السودان على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة التحرير الحقيقي من كل أشكال القهر والفساد. والشباب هم من يقودون هذه المرحلة، ليس فقط بالمظاهرات، بل بالأفكار، بالمشاريع، وبالرؤية التي تتطلع إلى سودان مزدهر، متماسك، ومؤثر في محيطه الإقليمي والدولي.
إن رسم خارطة طريق تأخذ بالسودان إلى مصاف الدول الرائدة يتطلب تضافر الجهود، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة، وتوفير بيئة تُمكّن الشباب من الإبداع والمشاركة الفاعلة في بناء الدولة.