المقالات

حروف للوطن — مجزرة مسجد الصافية في الفاشر: جريمة إبادة في وضح الفجر  صلاح ابراهيم مريود

80views

حروف للوطن

مجزرة مسجد الصافية في الفاشر: جريمة إبادة في وضح الفجر

 صلاح ابراهيم مريود

في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، وبينما كان المصلّون يؤدّون صلاة الصبح في مسجد الصافية بمدينة الفاشر، اخترقت طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع حرمة المكان، لتُحوّل لحظة خشوع إلى مشهد دموي مروّع. أكثر من 75 شهيدًا سقطوا في هذه المجزرة، بينهم أطفال وشيوخ وقيادات مجتمعية بارزة، وعلى رأسهم الأستاذ الشهيد الملك شريف آدم الطاهر نورين، رئيس إدارة دار سويني، الذي كان رمزًا للحكمة والتماسك الاجتماعي في دارفور.

*استهداف ممنهج للمدنيين*

لم تكن هذه المجزرة الأولى، ولن تكون الأخيرة في ظل استمرار سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور. استهداف المساجد، والمخيمات، والأسواق، والمستشفيات، بات نمطًا متكررًا يُظهر بوضوح أن المدنيين هم الهدف الأساسي لهذه الحرب العبثية.

*صمت دولي يثير الغضب*

رغم توثيق الجرائم، وتكرار النداءات، لا يزال المجتمع الدولي يلتزم الصمت، وكأن دماء أهل دارفور لا تستحق أن تُذكر في بيانات الإدانة أو جلسات مجلس الأمن. هذا الصمت لا يُفسَّر إلا كتواطؤ غير مباشر، يُغذي استمرار الإبادة الجماعية ويُضعف فرص العدالة والمحاسبة.

*الفاشر تحت الحصار*

مدينة الفاشر تعيش حصارًا خانقًا منذ أكثر من عامين، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية. المستشفى السعودي هو الوحيد الذي لا يزال يعمل جزئيًا، ويستقبل المصابين في ظروف مأساوية، بينما فرق الإنقاذ تكافح لانتشال الجثث من تحت أنقاض المسجد.

*دعوة للتحرك*

ما حدث في مسجد الصافية يجب أن يكون نقطة تحول. لا يمكن أن تُمرر هذه الجريمة مرور الكرام. المطلوب اليوم هو:
– تحقيق دولي مستقل في المجزرة.
– تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
– فرض عقوبات على القيادات المسؤولة عن هذه الجرائم.
– حماية المدنيين عبر تدخل دولي عاجل.

هذه المجزرة ليست مجرد حدث عابر، بل هي جرح مفتوح في ضمير الإنسانية. الرحمة والخلود للشهداء، والخزي والعار للقتلة، والصمت الدولي الذي يشرعن استمرار المأساة.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

ستة − واحد =