الاخبارالمقالات

حروف للوطن خطاب الكراهية في السودان: قنبلة موقوتة تهدد السلام الاجتماعي  صلاح ابراهيم مريود

82views

حروف للوطن

خطاب الكراهية في السودان: قنبلة موقوتة تهدد السلام الاجتماعي

 صلاح ابراهيم مريود

في خضم الحرب التي مزقت أوصال السودان، برز خطرٌ آخر لا يقل فتكًا عن الرصاص والمدافع: *خطاب الكراهية*. هذا الخطاب، الذي يتسلل عبر الكلمات والمنشورات، أصبح وقودًا يحرق ما تبقى من روابط اجتماعية، ويهدد مستقبل التعايش بين أبناء الوطن الواحد.

*🧠 من الحرب إلى الانقسام النفسي*

الحرب قد تنتهي قريبآ باذن الله، ولكن آثارها النفسية والاجتماعية لا تزول بسهولة. ما نشهده اليوم من تصاعد في *الخطاب العنصري والقبلي* هو انعكاس مباشر لانهيار الثقة بين مكونات المجتمع. لم تعد المشكلة فقط في السلاح، بل في الكلمات التي تُستخدم كسلاح لتجريد الآخر من إنسانيته.

وسائل التواصل الاجتماعي، التي كان يُفترض أن تكون منصات للتنوير والتواصل، تحولت إلى ساحات معارك لفظية، تُغذّي الانقسام وتُشرعن الكراهية. منشورات تحريضية، تعليقات مليئة بالعنصرية، ومقاطع فيديو تُكرّس الجهوية، كلها أصبحت جزءًا من المشهد اليومي.

*⚠️ لماذا هو أخطر من الحرب؟*

– لأن الكراهية لا تُوقع هدنة، بل تتوارثها الأجيال.
– لأنها تُفكك النسيج الاجتماعي وتُحوّل الجار إلى عدو.
– لأنها تُعيق أي محاولة لبناء سلام حقيقي ومستدام.

*🛠️ كيف نواجه هذا الخطر؟*

1. *إعادة بناء الخطاب العام*: يجب أن نُعيد تعريف الوطنية على أساس المواطنة لا القبيلة، وعلى أساس الاحترام لا الإقصاء.
2. *دور الإعلام والمجتمع المدني*: لا بد من حملات توعية تُسلّط الضوء على مخاطر خطاب الكراهية، وتُروّج لثقافة التسامح.
3. *تشريعات صارمة*: يجب أن تُسن قوانين تُجرّم التحريض على الكراهية، وتُحاسب من يستخدم المنصات الرقمية لنشر الفتنة.
4. *التعليم كوسيلة للشفاء*: المدارس والجامعات يجب أن تكون حاضنات لقيم التعايش، لا ساحات لتكريس الانتماءات الضيقة.

*🌱 نحو مستقبل يتسع للجميع*

السودان وطنٌ متعدد الأعراق والثقافات، وهذه التعددية يجب أن تكون مصدر قوة لا سببًا للانقسام. إذا أردنا أن ننهض من رماد الحرب، فعلينا أن نُطفئ نار الكراهية أولًا. فالوطن لا يُبنى بالسلاح، بل بالحب، ولا يُحمى بالتحريض، بل بالاحترام.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

15 − 11 =