حروف للوطن  السودان على أعتاب تحول جديد: تحالف القوى الثورية في مواجهة المليشيات صلاح ابراهيم مريود

حروف للوطن

 السودان على أعتاب تحول جديد: تحالف القوى الثورية في مواجهة المليشيات

صلاح ابراهيم مريود

في ظل الأزمة العميقة التي تعصف بالسودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، برزت مؤخرًا خطوة مفصلية قد تعيد تشكيل موازين القوى على الأرض. فقد اجتمعت *القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح* مع *مجلس الصحوة الثوري بقيادة الشيخ موسى هلال* في منطقة _وادي السنط_ ، في لقاء يُعد الأول من نوعه منذ بداية النزاع، بهدف تنسيق الجهود لمواجهة مليشيا الدعم السريع التي اتُهمت بارتكاب جرائم واسعة النطاق بحق المدنيين.

*🔹 تحالف الضرورة أم بداية التحرير؟*

اللقاء بين هذه القوى الثورية لم يكن مجرد اجتماع عابر، بل حمل في طياته رسائل سياسية وعسكرية واضحة:
– دعم موسى هلال الكامل للجيش السوداني ومؤسساته الوطنية.
– رفضه القاطع لسياسات الدعم السريع، واتهامه لها بتمزيق النسيج الاجتماعي السوداني.
– دعوة صريحة لنبذ الفتنة القبلية، خاصة بين الزغاوة والعرب، في محاولة لإعادة اللحمة الوطنية.

هذا التحالف يُنظر إليه من قبل مراقبين على أنه *بداية النهاية لمليشيا الدعم السريع* ، خاصة مع تزايد الضغط العسكري في مناطق مثل _الفاشر_ ، التي ظلت محاصرة لأكثر من 500 يوم.

*🌍 البُعد الإقليمي والدولي*

لم يكن حديث موسى هلال مقتصرًا على الداخل السوداني، بل اتهم بشكل مباشر *الإمارات* بدعم المليشيا طمعًا في ثروات البلاد، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول الدور الإقليمي في تأجيج الصراع. هذه الاتهامات، إن ثبتت، قد تُعيد تشكيل العلاقات الدبلوماسية بين السودان وبعض الدول الخليجية، وتدفع نحو إعادة تقييم المواقف الدولية من الحرب.

*🛑 نهاية المرتزقة والعملاء؟*

البيان الصادر عن القوى الثورية حمل نبرة حاسمة، إذ اعتبر أن السودان بات قريبًا من التخلص من “المرتزقة والعملاء الذين قتلوا ونهبوا وشردوا الشعب السوداني”. هذه اللغة تعكس حجم الغضب الشعبي، وتُظهر أن التحالف الجديد لا يسعى فقط إلى النصر العسكري، بل إلى *استعادة السيادة الوطنية* وتطهير البلاد من التدخلات الأجنبية والداخلية التي ساهمت في تدمير مؤسسات الدولة.