
أعرب مرصد مشاد لحقوق الإنسان عن بالغ القلق إزاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في إقليم دارفور، لا سيما في مدينة الفاشر ومحيطها، حيث تتواصل الانتهاكات المروعة بحق المدنيين وسط غياب شبه تام لأي تدخل دولي فعال.
وبحسب المعلومات الميدانية التي جمعها المرصد من الناجين الذين فرّوا إلى مدينة طويلة والمناطق المجاورة، فإن أكثر من 63 ألف مدني تمكنوا من النجاة، رغم فقدان معظمهم لاثنين أو ثلاثة من أفراد أسرهم خلال الهجمات الأخيرة التي شنتها مليشيا الدعم السريع.
في المقابل، لا يزال أكثر من 170 ألف مدني في عداد المفقودين أو مجهولي المصير، وسط ظروف أمنية وإنسانية بالغة الخطورة، وانقطاع شبه كامل لوسائل الاتصال والمساعدات.
وأكد المرصد، استنادًا إلى شهادات موثقة وصور جوية تم تحليلها بالتعاون مع جهات دولية، أن عدد القتلى تجاوز عشرة آلاف، فيما تواصل الدعم السريع دفن الجثث في مقابر جماعية بهدف طمس الأدلة على الجرائم المرتكبة.
ويعتبر المرصد أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، نظرًا لاستهداف المدنيين بشكل مباشر، وتدمير البنية التحتية، وملاحقة النازحين.
ودعا المرصد المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية إلى:
التحرك الفوري لوقف الجرائم والانتهاكات.
إرسال بعثة تحقيق دولية مستقلة لتقصي الحقائق حول المقابر الجماعية.
توفير حماية إنسانية عاجلة للنازحين وتأمين ممرات آمنة للمساعدات.
محاسبة المسؤولين عن الجرائم وفقًا للقانون الدولي ومبدأ عدم الإفلات من العقاب.
وأكد مرصد مشاد التزامه بمواصلة رصد وتوثيق هذه الانتهاكات، والعمل مع الشركاء الحقوقيين لضمان العدالة وإنصاف الضحايا.