من المنتظر ان تستأنف المفاوضات بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو اليوم الجمعة، عقب تعليقها ا مع الحكومة قبيل انطلاقها بأقل من ساعة بجوبا الاربعاء الماضي اعقاب حادثة خور الورل، بعد ان وضعت الحركة عبر بيان لها أربع شروط للعودة الى طاولة التفاوض من بينها وقف العدائيات.
صفر
ظلت عملية السلام في السودان احد اهم مطلوبات استقراره على مدى الانظمة المتعاقبة عليه، فقد استنزفت الحروب التي اندلعت فيه على رأسها حرب الجنوب والتي استمرت سنوات طويلة المورد والارض والانسان، دفعت معها البلاد الثمن غاليا من نهضتها وتقدمها وجزء حبيبا منها، مرورا بحرب دارفور ثم حرب ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لذلك تظل قيمة السلام عالية وقد اولاها رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك اهتماماته عندما ذكر في اول مؤتمر صحفي له ان ايقاف الحرب وتحقيق السلام الشامل والعادل من اهم اولويات الدولة خلال الفترة الانتقالية. “حمدوك” شدد على اهمية السلام وعلى ضرورة التفاوض الجاد وتوفر الارادة القوية له، وذلك عندما صرح عقب الاعلان عن حكومته ان مفاوضات السلام في عهد النظام السابق لم تكن على قدر كاف من الجدية بين اطراف الازمة.
و كانت عملية التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة ابان النظام السابق لا تبارح مكانها، على الرغم من جولات ماكوكية استمرت وقتا طويلا بمحصلة صفرية.
مسار مختلف
على الرغم من جاهزية الحلو واستعداده للتفاوض ووصفه خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية التي القاها، للحدث على انه فرصة نادرة وتاريخية يجب استغلاله لتحقيق سلام عادل شامل ودائم بالبلاد، الا انه برر تعليق التفاوض عبر بيان له بأن القوات المُسلَّحة السودانية بمُساعدة ملشيات بحسب ما اسماها البيان تخطت مسار مُختلف حوله، وأن قوات من الدعم السريع اعتقلت ١٣ مواطناً بعد أن القت القبض عليهم في كمين.
وتقع خور الورل في المنطقة الغربية لجنوب كردفان وهي من المناطق التي تضع الحركة الشعبية يدها عليها.
ويرى مراقبين ان الحركة الشعبية ربما تحسبت لما حدث وذلك عندما طالبت بتمديد وقف اطلاق النار ، في وقت لم تلبي
الحكومة المطلب الا عقب احداث الورل.
اعتراف
موقف الحلو الرافض للتفاوض جعل البرهان يصدر قرارا بتمديد اطلاق النار، فيما شكلت القوات المسلحة لجنة للتحقيق الأمر الذي عده كثيرين بمثابة اعتراف من الحكومة، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس لجنة الوساطة توت قلواك، اكد عضو مجلس السيادة المتحدث الرسمى بإسم وفد الحكومة المفاوض محمد حسن التعايشي، التزام وفد الحكومة بمواصلة الحوار حول السلام لافتا إن السودان أمامه فرصة تاريخية لتحقيق السلام الشامل وطي صفحة الحرب، واوضح ان الأحداث التي حدثت بين مجموعات أهلية بمنطقة (خور الورل) لن تؤثر على عملية السلام وسيتم حولها تحقيق شامل وملاحقة للجناة ومحاسبتهم وفقا للقانون.
وأشار التعايشى إلى ان تجديد الحكومة لوقف إطلاق النار بقرار سيادى، دليل على التزامها بالسلام خيارا استراتيجيا أقرته وثائق الفترة الانتقالية و تسنده الإرادة الشعبية فى السودان والإقليم.
توقعات
الآن وعقب انطلاق المفاوضات المباشرة اليوم الجمعة يرى مراقبون ان سقف التفاوض من جانب الحركة الشعبية قطاع الشمال ربنا يرتفع كثيرا خاصة عقب اعتراف الحكومة واستحابتها الفورية واعترافها بالخطا الذي وقع، ليبقى السؤال مفتوحا حول سير المفاوضات وفرص نجاحها بين الفصيل الاقوى على الأرض وبين الحكومة السودانية، وهل ستكون جوبا داعما وضامنا بما يكفي لانزال الاتفاق على الارض؟