تقرير اخباري
الارهاب ينطلق من توهمات وبواعث غير واقعية تدعي لاصحابها امتلاك الحقيقة والموقف الصائب علي الدوام وكثيرا ما ينبني عن قناعة تامة بالحديث نيابة عن المطلق او المقدس او باسم الله وهو عبارة عن احتكار للحقيقة في مفهومه الاخير وتنصيب الذات وصيا علي الاخرين الذين يجب عليهم الاتباع او الموت نتيجة الرفض ولكن اميز ما يمكن ان نصف به الامر ببساطة هو التعصب الشديد مع انغلاق وعدم اعطاء النفس ادنى مساحة للحوار او النظر العقلاني تجاه الامور التي لاتعني لديهم سوى الحق او الباطل بهذه الثنائية البسيطة يتم حسم الامور الكبيرة والخطيرة التي تتعلق بحياة وممتلكات الناس وهي تجد كل مايسندها ويدعم وجهة نظرها من خلال ماهو موجود في التراث الذي جمع الغث والثمين في ثناياه عبر القرون وما يزال يجد له اتباعا ودعاة من خلال احيائه من بطون الكتب والمراجع التي لا تملك من الادلة الراجحة سوى انها قديمة وترجع الي الماضي البعيد وهو بحد ذاته دليل علي الصحة وان كان ضد المنطق والعقل وذلك احد مميزات هذه الجماعات لذا يجب مراجعة التراث والمناهج الدراسية وتعتبر هذه المراجعات للتراث والمناهج الدراسية من اهم المعالجات التي يمكن ان تتم في الجانب الثقافي والتوعوي الفكري لهذه الظواهر التي تعتبر احد جذور التطرف والارهاب والانتاج الفكري للعنف المرافق له .
بوكو حرام نموذج
بوكو حرام التي اشارت بعض التقارير الصحفية الي تسلل بعض عناصرها الي داخل السودان وتعتبر احد هذه الجماعات التي تتجلى فيها هذه المعاني من التشدد في فهم النص الديني والعنف المجاني والقتل والارهاب وكثيرا ما يتضح من خلال ما يرافق نشأة هذه الجماعات من غموض انها صنيعة لاجندات اجنبية او معادية لتنتهي اخر المطاف في احضان القوى العظمى الامبريالية المهيمنة ولا تعدو ان تكون هذه الجماعات بما تم لها من صيت ان تزيد علي انها بيادق في حقل اليات الاستخبارات الامريكية ومصالحها المتحركة المنطقة والاقليم ولا ننسى تصريحات هيلاري كلينتون بشان صناعة امريكا لداعش في هذا الخصوص .
لهذا وجب محاربة هذه الجماعات بكافة الاساليب المتاحة للمكافحة من امنية وقانونية وثقافية بنشر واشاعة الوعي بين الشباب من خلال المنابر الدينية ومراقبة الخطاب الديني وتقويمه ووضع موجهات واضحة من شأنها محاصرة الظاهرة لان المنابر والدعاة هي احد المصادر الممونة لهذه الجماعات و امدادها باهم ماتملك العنصر البشري الشباب الذي عادة مايكون غير مدرك لابعاد المؤامرة ولايمتلك علما يؤهله للتفريق الدقيق بين التلفيق والصواب وبين الاجتهاد وبين الاراء الخاصة بقياداته ودعاة المنابر من اصحاب الهوى والغرض .
المواجهة الفكرية التوعوية للارهاب!
الارهاب ومواجهته الامنية علي اهميتها الا ان المواجهة الفكرية التوعوية علي الصعيد الثقافي لاتقل اهمية عن الاحترازات الامنية والعسكرية والقانونية المطلوبة واللازمة لمواجهته لانه في نهاية الامر افكار واراء واعتقادات متخفية في رؤوس الافراد والعناصر وجب مخاطبتها بصورة ثقافية ومحاورتها لزيادة الوعي والتحصين الفكري لدى حاملي هذه الافكار ، وتحصين بقية الشباب في المجتمع من الانحراف لهذا مهما كانت نسبة احتمال ظهور مثل هذه الجماعات المتطرفة لا نملك معها الا الاستعدادات القصوى ونثمن التحركات الحكومية التي تقول بالشروع في تكوين قوة مختلطة من الشرطة والجيش وهو امر غاية في الاهمية للمكافحة والاستعداد المبكر لتحجيم الظاهرة من التوالد والفتك بالسلام الداخلي للبلاد وتعطيل مسيرة التنمية والسلام و الاستقرار