تقرير _ المجرة برس*
في تطور جديد لمصير ما قبل المرحلة الانتقالية لدولة جنوب السودان، تم بالأمس خلال قمة كمبالا التي دعا إليها الرىيس اليوغندي لإنقاذ أعلان تشكيل الحكومة الانتقالية بالجنوب، تم الاتفاق على تمديد فترة تشكيل الحكومة، 100 يوم وهو التمديد الثالث بحسب مراقبون ليبقى السؤال حول كفاية هذه المدة لتقريب الشقة بين اطراف الازمة في الجنوب؟
إعلان الخرطوم
قبل عام ويزيد احتضنت الخرطوم في أغسطس 2018 فرقاء الجنوب لتقريب الشقة بينهم في وساطة سودانية جاءت بناء على تفويض من قمة الإيقاد فى 21 يونيو حزيران من ذات العام بتكليف الرئيس السودانى السابق عمر البشير بقيادة مبادرة وجولة ثانية من جولات التفاوض المباشر بين الرئيس سلفاكير ميارديت، والمعارضة بقيادة رياك مشار، حول القضايا العالقة بشأن الحكم والترتيبات الأمنية، وتم التوقيع على اتفاق يتم بموجبه تشكيل الحكومة في دولة الجنوب عقب ثمانية أشهر تم تمديدها إلى ستة أشهر وها هو التمديد الثالث.
وعلى الرغم من ضمانة الخرطوم للاتفاق الذي يصفه الكثيرون بالهش، إلا المخاوف حول تعثرالاتفاق كانت قائمة محفوفة بالاستفهامات والمخاوف من مصير اتفاقية أديس أبابا التي انهارت في العام ٢٠١٦، وفي أعقاب تطورات الأحداث في السودان وسقوط نظام الرئيس البشير تزايدت علامات الاستفهام، بشأن الاتفاق قبل أن يدعو الرىيس اليوغندي في قمة بحضور رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان لإنقاذ الاتفاق
حلّ الخلافات
مع قرب الانتهاء من فترة الثمانية أشهر الأولى للمهلة الموضوعة لتشكيل الحكومة، طالب زعيم المعارضة رياك مشار إلى تمديد المدة إلى ستة أشهر للموعد النهائي لتشكيل حكومة وحدة ، الأمر الذي يؤكد أن عملية السلام في البلاد لن تلتزم بالخط الزمني الأصلي.
وبحسب بوك بوث بولوانج، المتحدث باسم مشار، زعيم المتمردين سابقاً في جنوب السودان، إن الوقت الإضافي “سيفسح مجالاً” لحل الخلافات.
وأضاف ان التمديد لن يكون مفيداً إلا إذا أفرجت الحكومة عن الأموال التي وافقت على إنفاقها لتطبيق اتفاق السلام.
دعوة مشار بتمديد ستة أشهر لم تكن الأولى فعقب انتهاء المدة دعا مجددا بتمديد آخر الأمر الذي رفضه سلفا وشدد على تشكيل الحكومة في الموعد المضروب قبل قمة كمبالا.
استنكار
خطوة التأجيل يبدو أنها لم تنل استحسان الولايات المتحدة التي استنكرت خطوة التأجيل وتاسفت أن الطرفين لم يمضو بالشكل المطلوب في إنفاذ الاتفاق، الا انها رحبت لاحقا.
مجلس الأمن الدولي بدوره دعا في إعلان اقر بإجماع أعضائه، إلى تطبيق اتفاق السلام في جنوب السودان،
وقال في بيان له إن أعضائه “لم يلاحظوا” خلال زيارة لهم إلى جوبا “تقدماً جوهرياً في تطبيق العناصر الأساسية في اتفاق السلام،. لكن على الرغم من ذلك جرت وساطة كانت نتائجها جيدة، وقال سلفاكير الذي كان يصر على تشكيل الحكومة في تصريح له انه وافق على التمديد حتى لا تعود الحرب مجدداً إلى البلاد، وذكر انه قبل التمديد لثلاثة أشهر لأنه لا يريد أن أمنح المعارضة المسلحة فرصة للعودة إلى الحرب مجدداً موضحا أن مجموعة مشار تحججت بعدم تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية، وهو ما جعله يطالب بتمديد الفترة ما قبل الانتقالية، ورفض مقترح حكومي يقضي بحماية قادة المعارضة بواسطة أي قوة تفضلها من دول الإقليم، خلال الفترة الانتقالية.
فشل
الشهر الماضي أبلغ قائد المعارضة المسلحة رياك مشار وفدا من مجلس الأمن الدولي في جوبا انه لن يكون جزءا من الحكومة التي يعتزم كير تشكيلها بسبب الفشل في حل القضايا العالقة على رأسها إنشاء قوة موحدة وقضية عدد وحدود الولايات فضلا عن تكوين قوة للحماية.
قرار حكيم
الأحزاب السياسية في الجنوب باركت الخطوة وقد اثني رئيس الحركة الوطنية لجنوب السودان الدكتور كوستيلو قرنق رينج بنتائج القمة الرباعية التي جمعت رئيس دولة اوغندا يوري موسفيني ورئيس المجلس السيادي السوداني الفريق اول عبدالفتاح البرهان ورئيس جمهورية جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت و نائب الرئيس الكيني السابق ومبعوث دولة كينيا لجنوب السودان مستر كالونزو مسيوكا بالعاصمة اليوغندية كمبالا والتي قررت تمديد فترة ماقبل الأنتقالي لمدة مئة يوم .
واعتبر الدكتور قرنق أن ما خرجت به القمة الرباعية من قرار يعتبر قرارا حكيماً لأنها لم تستثنى أحداً، إذ إن تكوين الحكومة في مواعيدها في الثاني عشر من نوفمبر الجاري قد يؤدي الى تخلف الحركة الشعبية المعارضة ، بعد رفضها المشاركة في حال تشكيلها في موعدها ،.
وقال ان المجتمع الدول، سيتعبر هذا التخلف زريعة في عدم مساعدة حكومة الوحدة الوطنية .
من جانبه قال استيفن لوال المتحدث الرسمي باسم الحركة الوطنية لجنوب السودان الموقعة على الاتفاق في حديث للمجرة انهم يؤيدون التمديد على اعتباره الخيار الأمثل واعتبره أمر إيجابي لتشكيل الحكومة مؤكدا أن دعمهم يأتي تأكيدا على حوجة الشعب الجنوبي للسلام، وقال:الفترة ستكون مخصصة لمعالجة الترتيبات الأمنية والقضايا الملحة وهذا التمديد سيكون الأخير.