لم يستبعد خبراء ومحللون تورط دوائر استخباراتية غربية وعملاءها في اغتيال وزير الدفاع الفريق أول ركن جمال عمر في عاصمة دولة الجنوب جوبا فجر الاربعاء اثر ذبحة صدرية كما جاء في الاخبار منوهين الى ان عاصمة الجنوب اضحت منذ وقت طويل مسرحا للمخابرات العالمية وعملاءها وان الوزير الراحل كان يمثل حجر عثرة امام مخططات عديدة تهدف لتفكيك القوات المسلحة. الوساطة الجنوب سودانية لمحادثات السلام قد أعلنت في وقت مبكر من صباح الأربعاء نبأ وفاة الفريق أول جمال الدين عمر الذي يقود وفد حكومة السودان للترتيبات الأمنية قي محادثات السلام الجارية حاليا في جوبا، و علقت بموجب ذلك المفاوضات الجارية حاليا في جوبا لمدة أسبوع ابتداءً من اليوم الاربعاء 25 مارس 2020 وترقى الفريق أول ركن جمال الدين محمد عمر، رجل الاستخبارات، بعد أربعة أيام من عزل الرئيس عمر البشير، إلى رتبة الفريق أول ليكون ضمن قيادة الجيش الجديدة. شغل منذ مارس2017 منصب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية وتم تعيينه عضواً بالمجلس العسكري الانتقالي خلفاً للفريق أول مصطفى محمد مصطفى الذي استقال من عضوية المجلس. خلال وجوده ضمن طاقم المجلس العسكري الذي تسلم السلطة بعد سقوط نظام البشير شغل الفريق أول عمر منصب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس قبل حله في 18 أغسطس العام الماضي، بتكوين مجلس السيادة تولى بعدها منصب وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية. بالعودة الي الظروف التي صاحبت وفاته طالب خبير امني الحكومة بعدم التعامل مع ملف حادثة الوفاة التي سماها بالاغتيال بعفوية زائدة قبل ان يطالب بفتح تحقيق حول ملابسات الحادتة وتشريح جثمان الراحل والوقوف على اسباب الوفاة الحقيقية خاصة وان عاصمة الجنوب جوبا اضحت مرتعا للمخابرات والاستخبارات الدولية خاصة جهاز الموساد الاسرائيلي مضيفا بان فرضية تعرض وزير الدفاع لاغتيال حاضرة لجهة ان الرجل كانت مواقفه رافضة لاعادة هيكلة الجيش السوداني واضعافه وهي هيكلة ستمكن اعداء السودان من البلد وخيراتها. واضاف الخبير الامني ان هناك عمليات اغتيال شبيهة نفذها الموساد وعملاءه لقادة في دول العالم كانت تمثل عقبة في طريق المخططات الاسرائيلية عبر حقنهم بعقاقير تجعل الهدف يموت باعراض اشبه باعراض الذبحة الصدرية كزيادة جرعة من الانسولين مضيفا بان العسكريين هم اكثر الناس مقاومة للذبحة الصدرية وان وزير الدفاع بالتاكيد مر بالتجربة لعسكرية ويكون تحت الفحص الدائم ومن المستغرب ان يموت بهذه الطريقة. وفي سياق متصل لم يستبعد محلل سياسي فرضية تعرض وزير الدفاع لاغتيال في العاصمة جوبا لجهة ان السؤال الذي يفرض نفسه ولا بد أن يجد اجابة واضحة هو من هو المستفيد من اختفاء وزير الدفاع من المشهد التفاوضي ؟ قبل ان يشير الى مواقف الوزير الرافضة لتفكيك القوات المسلحة وعدم هيكلتها وهي مواقف اثارت غضب بعض قادة الحركات المسلحة مضيفا ان هذه المواقف الرافضة تاجلت بسببها كثيرا جلسات التفاوض.. وهو امر بدوره يجعل اصابع الاتهام تشير الى استفادة اكثر من جهة من اختفاء وزير الدفاع الفريق أول ركن جمال عمر من المشهد التفاوضي والسياسي.